[فصل الواو]
  المكان اللين؛ أَنشد ثعلب:
  ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها ... عِذارَيْن مِن جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها
  رفع خصورها بِوَعْثٍ لأَنه في معنى لَيِّنٍ، فكأَنه قال: لين خصورها، والجمعُ وُعْثٌ(١) ووُغُوثٌ.
  وحكى الأَزهري عن خالد بن كلثوم: الوَعْثاءُ ما غابت فيه الحوافِرُ والأَخفافُ من الرمل الرقيق والدَّهاسِ من الحصى الصغار وشبهه.
  قال: وقال أَبو زيد: يقال طريق وَعْثٌ في طريق وَعُوثٍ.
  ويقال: الوَعَثُ رِقَّةُ التراب ورخاوة الأَرض تغيب فيه قوائم الدواب؛ ونَقاً مُوَعَّثٌ إِذا كان كذلك.
  وقال الأَصمعي: الوَعْثُ كلُّ لَيِّنٍ سهل.
  وحكى الفراءُ عن أَبي قَطَرِيٍّ: أَرضٌ وَعْثَةٌ ووَعِثَةٌ، وقد وَعُثَتْ وَعْثاً، وقال غيره: وُعُوثةً ووَعاثةً.
  قال ابن سيده: وَعِثَ الطريقُ وَعْثاً ووَعَثاً، ووَعُثَ وُعُوثةً، كلاهما: لانَ فصار كالوَعْثِ.
  وأَوْعَثَ: وَقَع في الوَعْثِ.
  وأَوْعَثُوا: وقَعُوا في الوَعْثِ؛ وأَوْعَثَ البعيرُ؛ قال رؤْبة:
  ليس طريقُ خَيْره بالأَوْعَثِ
  وامرأَة وَعْثَةٌ: كثيرةُ اللحم كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فيها من لينها وكثرة لحمها.
  قال ابن سيده: ومَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف: لَيِّنَتُها؛ فأَما قول رؤْبة:
  ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ ... تُميلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ
  فقد يكون جَمَع وَعْثاً على غير قياس، وقد يكون جَمَع وَعْثاءَ على أَوْعُثٍ، ثم جَمَع أَوْعُثاً على أَواعِثَ.
  قال: والوَعْثاءُ كالوَعْثِ؛ وقالوا:
  على ما خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيم
  إِذا أَمرته بركوب الأَمر على ما فيه، وهو مَثَلٌ.
  ووَعْثاءُ السفر: مشقته وشدّته.
  وروي عن النبي، ﷺ، أَنه إِذا كان سافَر سفراً قال: اللهم إِنا نعوذ بك من وَعْثاءِ السَّفَر، وكآبة المُنْقَلَبِ أَي شدّته ومشقته؛ قال أَبو عبيد: هو شدة النصَب والمشقة، وكذلك هو في المآثم؛ قال الكميت يذكر قضاعة وانتسابهم إِلى اليمن:
  وابنُ ابْنِها مِنَّا ومنكم، وبَعْلُها ... خُزَيْمَةُ، والأَرْحامُ وَعْثاءُ حُوبُها
  يقول: إِن قطيعة الرحم مَأْثَمٌ شديدٌ، وإِنما أَصل الوَعْثاء من الوَعْثِ، وهو الدَّهِسُ معا الرمال(٢) الرقيقة، والمشي يشتدّ فيه على صاحبه، فجعل مَثَلاً لكل ما يشق على صاحبه.
  وفي الحديث: مَثَلُ الرزق كَمَثَل حائط له باب، فما حولَ البابِ سُهُولَةٌ، وما حولَ الحائط وَعْثٌ ووَعْرٌ.
  وفي حديث أُمِّ زرع: على رأْس قَوْرٍ وَعْثٍ.
  والوُعُوثُ: الشِّدَّةُ والشَّرُّ؛ قال صخر الغيِّ:
  يُحَرِّضُ قَوْمَه كيْ يَقْتُلوني ... على المُزَنيِّ، إِذ كَثُرَ الوُعُوثُ
  ويقال للعظم المكسور المَوْقورِ: وَعْثٌ.
  ورجلٌ مَوْعوثٌ: ناقصُ الحسَب.
  وأَوْعَثَ فُلانٌ إِيعاثاً إِذا خَلَّطَ.
  والوَعْثُ: فسادُ الأَمر واختلاطه، ويجمع على وُعُوثٍ.
  وأَوْعَثَ
(١) قوله [والجمع وعث] كذا بالأَصل المعول عليه بهذا الضبط.
(٢) قوله [وهو الدهس معا الرمال] كذا بالأصل المعول عليه بأيدينا ولعله الدهس من الرمال أو نحو ذلك.