لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الألف]

صفحة 207 - الجزء 2

  والأَجَّةُ: شدة الحرِّ وتَوَهُّجه، والجمع إِجاجٌ، مثل جَفْنَةٍ وجِفَانٍ؛ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً؛ قال رؤبة:

  وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلَا

  ويقال: جاءت أَجَّةُ الصيف.

  وماءٌ أُجاجٌ أَي ملح؛ وقيل: مرٌّ؛ وقيل: شديد المرارة؛ وقيل: الأُجاجُ الشديد الحرارة، وكذلك الجمع.

  قال الله ø: وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ؛ وهو الشديد الملوحة والمرارة، مثل ماء البحر.

  وقد أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً.

  وفي حديث علي، ¥: وعَذْبُها أُجاجٌ؛ الأُجاج، بالضم: الماءُ الملح، الشديد الملوحة؛ ومنه حديث الأَحنف: نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً، طَرَفٌ لها بالفلاة، وطَرَفٌ لها بالبحر الأُجاج.

  وأَجِيجُ الماءِ: صوتُ انصبابه.

  ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ: قبليتان من خلف الله، جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز.

  قال: وجاءَ في الحديث: أَن الخلق عشرة أَجزاء: تسعة منها يأْجوجُ ومأْجوجُ، وهما اسمان أَعجميان، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ، ومن الماء الأُجاج، وهو الشديد الملوحة، المُحْرِقُ من ملوحته؛ قال: ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول، وفي مأْجوج مفعول، كأَنه من أَجِيج النار.

  قال: ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولًا، وكذلك مأْجوج؛ قال: وهذا لو كان الاسمان عربيين، لكان هذا اشتقاقَهما، فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية؛ ومن لم يهمز، وجعل الأَلفين زائدتين يقول: يأجوج من يَجَجْتُ، ومأجوج من مَجَجْتُ، وهما غير مصروفين؛ قال رؤبة:

  لو أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ معا ... وعَادَ عادٌ، واسْتَجاشُوا تُبَّعا

  ويَأْجِجُ، بالكسر: موضع؛ حكاه السيرافي عن أَصحاب الحديث، وحكاه سيبويه يَأْجَجُ، بالفتح، وهو القياس، وهو مذكور في موضعه.

  أذج: أَبو عمرو: أَذَجَ إِذا أَكثر من الشراب.

  أذربج: أَذْرَبِيجَانُ: موضع، أَعجمي معرَّب؛ قال الشماخ:

  تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وقد حالَ دُونها ... قُرَى أَذْرَبِيجانَ المَسَالِحُ والحالي⁣(⁣١)

  وجعله ابن جني مركباً، قال: هذا اسم فيه خمسة موانع من الصرف، وهي التعريف والتأْنيث والعجمة والتركيب والأَلف والنون.

  أرج: الأَرَجُ: نَفْحَةُ الريحِ الطيبة.

  ابن سيده: الأَرِيجُ والأَرِيجةُ: الريحُ الطيبة، وجمعها الأَرائِجُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  كأَنَّ رِيحاً من خُزَامَى عالِجِ ... أَو رِيحَ مِسْكٍ طَيِّبِ الأَرائِجِ

  وأَرِجَ الطِّيبُ، بالكسر، يَأْرَجُ أَرَجاً، فهو أَرِجٌ: فاحَ؛ قال أَبو ذؤيب:

  كَأَنَّ عليها بَالَةً لَطَمِيَّةً ... لها، من خِلالِ الدَّأْيَتَيْنِ، أَرِيجُ

  ويقال: أَرِجَ البيتُ يَأْرَجُ، فهو أَرِجٌ بريح طيبة.

  والأَرَجُ والأَريجُ: تَوَهُّجُ ريح الطيب.

  والتَّأْريجُ:


(١) قوله [والحالي] كذا بالأَصل بالحاء المهملة وبعد اللام ياء تحتية بوزن عالي، ومثله في مادة سلح؛ وذكر البيت هناك وفسر المسالح بالمواضع المخوفة. وحذا حذوه شارح القاموس في الموضعين، لكن ذكر ياقوت في معجم البلدان عند ذكر أَذربيجان هذا البيت وفيه: والجال، بالجيم بوزن المال بدل الحالي، وقال عند ذكر الجال، باللام، موضع بأذربيجان.