لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء]

صفحة 210 - الجزء 2

  بَجَجْتُه أَبُجُّه بَجّاً أَي طعنته؛ وأَنشد الأَصمعي لرؤْبة:

  قَفْخاً، على الهامِ، وبَجّاً وَخْضا

  ابن سيده: بَجَّه بَجّاً طَعَنَه؛ وقيل طعنه فخالطت الطعنةُ جوفَه.

  وبَجَّه بَجّاً: قطعه؛ عن ثعلب، وأَنشد:

  بَجَّ الطبيبُ نائطَ المَصْفُور

  وقوله، : إِن الله قد أَراحكم من الشَّجَّة والبَجَّة؛ قيل في تفسيره: البَجَّةُ الفَصِيد الذي كانت العرب تأْكُلُه في الأَزْمَةِ، وهو من هذا، لأَن الفاصدَ يشق العِرْقَ؛ وفسره ابن الأَثير فقال: البَجُّ الطعن غير النافذ، كانوا يفصدون عِرق البعير ويأْخذون الدم، يتبلَّغون به في السنة المجدبة، ويسمونه الفصيد، سمي بالمرة الواحدة من البَجِّ؛ أَي أَراحكم الله من الفحط والضيق بما فتح عليكم من الإِسلام.

  وبَجَّه بالعصا وغيرها بَجّاً: ضربه بها عن عِراضٍ⁣(⁣١)، حيثما أَصابت منه.

  وبَجَّه بمكروه وشر وبلاء: رماه به.

  والبَجَجُ: سَعَةُ العين وضَخْمُها.

  بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً، وهو بَجِيجٌ، والأُنثى بَجَّاءُ.

  وفلانٌ أَبَجُّ العين إِذا كان واسعَ مَشَقِّ العين؛ قال ذو الرمة:

  ومُخْتَلَقٍ لِلْمُلكِ أَبْيَضَ فَدْغَمٍ ... أَشَمَّ أَبَجَّ العَين، كالقَمَرِ البَدْرِ

  وعينٌ بَجَّاءُ: واسعةٌ.

  والبُجُّ: فَرخُ الحمام كالمُجِّ؛ قال ابن دريد: زعموا ذلك؛ قال: ولا أَدري ما صحتها.

  والبَجَّةُ: صنم كان يُعبد من دون الله ø، وبه فسر بعضهم ما تقدم من قوله، : إِنَّ الله قَدْ أَراحَكمْ من الشَّجَّةِ والبَجَّة.

  ورجل بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ: بادِنٌ مُمْتَلِئٌ منتفخ؛ وقيل: كثير اللحم غليظه.

  وجاريةٌ بَجْباجَةٌ: سمينة؛ قال أَبو النجم:

  دارٌ لبَيْضاءَ حَصانِ السِّترِ ... بَجْباجَةِ البَدْنِ، هَضِيمِ الخَصْرِ

  قال ابن السكيت: إِذا كان الرجل سميناً ثم اضطرب لحمه، قيل: رجلٌ بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ؛ قال نقادة الأَسدي:

  حتى تَرى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا ... يَمْسَحُ، لمَّا حالَفَ الإِغْباطا،

  بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه، المُخاطا

  الإِغباط: ملازمة الغبيط وهو الرَّحْل.

  قال ابن بري: قال ابن خالويه: البَجْباجُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد الراعي:

  كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعاقِدُه ... بِواضِحٍ، من ذُرى الأَنْقاءِ، بَجْباجِ

  مِنْطَقُها: إِزارها؛ يقول: كأَن إِزارها دِيرَ على نَقا رَمْلٍ، وهو الكثيب.

  ورمل بَجْباجٌ: مجتمعٌ ضَخْمٌ.

  وقال المفضل: بِرْذَوْنٌ بَجْباجٌ ضعيفٌ سريعُ العَرَق؛ وأَنشد:

  فليس بالكابي ولا البَجْباجِ

  ابن الأَعرابي: البُجُجُ الزِّقاق المُشَقَّقَة.


(١) قوله [عن عراض] بكسر العين جمع عرض، بضمها، أَي ناحية. قال في القاموس: ويضربون الناس عن عرض، لا يبالون من ضربوا.