لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء]

صفحة 220 - الجزء 2

  ولستَ منه.

  الثَّبَجُ: الوسط ما بين الكاهل إِلى الظهر؛ ومنه كتاب لوائل: وأَنْطُوا الثَّبَجَةَ أَي أَعطوا الوَسَطَ في الصدقة لا من خيار المال ولا من رُذالته، وأَلحقها هاء التأْنيث لانتقالها من الاسمية إِلى الوصف؛ ومنه حديث عبادة: يوشك أَن يُرى الرجلُ من ثَبَجِ المسلمين أَي من وَسَطِهم؛ وقيل: مِن سَراتهم وعِلْيَتِهم؛ وفي حديث علي، ¥: وعليكم الرِّواقَ المُطَنَّبَ فاضْرِبُوا ثَبَجَه، فإِن الشيطانَ راكِدٌ في كِسْرِه.

  وثَبَجُ الرَّمْلِ: مُعْظَمُه، وما غَلُظَ من وَسَطه، وثَبَجُ الظَّهْرِ: مُعْظَمُه وما فيه مَحاني الضُّلوع؛ وقيل: هو ما بين العَجُزِ إِلى المَحْرَكِ، والجمع أَثْباجٌ.

  وقال أَبو عبيدة: الثَّبَجُ من عَجْبِ الذَّنَبِ إِلى عُذْرَتِه؛ وقالت بنت القتال الكلابي ترثي أَخاها:

  كأَنَّ نَشَيجَها، بذَواتِ غِسْلٍ ... نَهيمُ البُزْلِ تُثْبَجُ بالرِّحالِ

  أَي توضع الرحال على أَثباجها.

  وقال أَبو مالك: الثَّبَجُ مُسْتَدارٌ على الكاهل إِلى الصدر.

  قال: والدليل على أَن الثَّبَجَ من الصدر أَيضاً قولهم: أَثْباجُ القَطا؛ وقال أَبو عمرو: الثَّبَجُ نُتُوءُ الظهر.

  والثَّبَجُ: عُلُوُّ وسط البحر إِذا تلاقت أَمواجه.

  وفي حديث أُمِّ حَرامٍ: يَرْكَبُون ثَبَجَ هذا البحر أَي وسَطَه ومُعْظَمَه؛ ومنه حديث الزهري: كنتُ إِذا فاتَحْتُ عُرْوَةَ ابن الزُّبير فَتَقْتُ به ثَبَجَ بحرٍ.

  وثَبَجُ البحرُ والليل: مُعْظَمُه.

  ورجلٌ أَثْبَجُ: أَحدَبُ.

  والأَثْبَجُ أَيضاً: الناتئُ الصَّدْر؛ وفيه ثَبَجٌ وثَبَجَةٌ.

  والأَثْبَجُ: العظيم الجوف.

  والأَثْبَجُ: العريضُ الثَّبَجِ؛ ويقال: الناتئُ الثَّبَجِ، وهو الذي صُغِّر في حديث اللِّعان: إِن جاءت به أُثَيْبِجَ، فهو لهِلالٍ؛ تصغيرُ الأَثْبَجِ الناتئ الثَّبَجِ أَي ما بين الكتفين والكاهل؛ وقول النمري:

  دَعاني الأَثْبَجان بِيا بَغِيض ... وأَهْلِي بالعراقِ، فَمَنَّيَاني

  فسر بهذا كله.

  ورجلٌ مُثَبَّجٌ: مضطرِبُ الخَلْقِ مع طول.

  وثَبَّجَ الراعي بالعصا تَثْبيجاً أَي جعلها على ظهره، وجعل يديه من ورائها، وذلك إِذا أَعيا.

  وثَبَجَ الرجلُ ثُبوجاً: أَقعى على أَطراف قدميه كأَنه يستنجي؛ قال:

  إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الرُّكَب ... ثَبَجْتَ يا عَمْرُو ثُبُوجَ المُحْتَطِب

  وقول الشماخ:

  أَعائِشُ ما لأَهْلِكِ لا أَراهُمْ ... يُضِيعُونَ الهِجانَ مع المُضِيعِ؟

  وكَيْفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ، على أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ؟

  قال: هِجان الإِبل كرائمها أَي أَن على أَوساطها وبراً كثيراً يقيها البرد، قد أُدفئت به.

  وثَبَّجَ الكتابَ والكلامَ تَثْبيجاً: لم يبينه؛ وقيل: لم يأْت به على وجهه.

  والثَّبَجُ: اضطرابُ الكلام وتَفَنُّنُه.

  والثَّبَجُ: تَعْمِيَةُ الخَط وتَرْكُ بيانه.

  الليث: التَّثْبيجُ التخليط.

  وكتابٌ مُثَبَّجٌ، وقد ثُبِّجَ تَثْبيجاً.

  والثَّبَجُ: طائر يصيح الليلَ أَجمعَ كأَنه يَئِنُّ، والجمع ثِبْجانٌ؛ وأَما قولُ الكُمَيتِ يَمْدَحُ زِيادَ من مَعْقِلٍ:

  ولم يُوايِمْ لَهُمْ في ذَبِّها ثَبَجاً ... ولمْ يَكُنْ لهُمْ فيها أَبا كَرِبِ