لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء]

صفحة 240 - الجزء 2

  أَخِيلُ بَرْقاً مَتى حابٍ له زَجَلٌ ... إِذا تَفَتَّرَ من تَوْماضِه حَلَجا

  ويروى خَلَجا.

  متى، ههنا: بمعنى مِن أَو بمعنى وسط أَو بمعنى في.

  وما تَحَلَّجَ ذلك في صدري أَي ما تردّد فأَشكُّ فيه.

  وقال الليث: دَعْ ما تَحَلَّجَ في صدرك وما تَخَلَّج، بالحاء والخاء؛ قال شمر: وهما قريبان من السَّواءِ؛ وقال الأَصمعي: تَحَلَّجَ في صدري وتَخَلَّجَ أَي شككت فيه.

  وفي حديث عَدِيِّ بن زيد، قال له النبي، : لا يَتَحَلَّجَنَّ في صدرك طعامٌ ضارَعْتَ فيه النَّصْرانيَة.

  قال شمر: معنى لا يتحلَّجن لا يَدْخُلَنَّ قلبَك منه شيءٌ، يعني أَنه نظيف.

  قال ابن الأَثير: وأَصله من الحَلْجِ، وهو الحركة والاضطراب، ويروى بالخاء، وهو بمعناه.

  ابن الأَعرابي: ويقال للحمار الخفيف: مِحْلَجٌ ومِحْلاجٌ، وجمعه المَحالِيجُ؛ وقال في موضع آخر: المَحالِيجُ الحُمُرُ الطِّوالُ.

  الأَزهري: في نوادر الأَعراب: حَجَنْتُ إِلى كذا حُجوناً وحاجَنْتُ وأَحْجَنْتُ وأَحْلَجْتُ وحالَجْتُ ولاحَجْتُ ولحَجْتُ لحُوجاً؛ وتفسيره: لُصُوقُكَ بالشيء ودخُولُكَ في أَضْعافِه.

  حلدج: الحُلُنْدُجَةُ والجُلُنْدُجَةُ⁣(⁣١): الصُّلْبة من الإِبل، وهو مذكور في جلدح.

  حمج: التَّحْمِيجُ: فتح العين وتحديد النظر كأَنه مَبْهُوتٌ؛ قال أَبو العيال الهذلي:

  وحَمَّجَ لِلْجَبانِ المَوْتُ ... حتى قَلْبُه يَجِبُ

  أَراد: حَمَّجَ الجبانُ للموت، فَقلَبَ؛ وقيل: تَحْمِيجُ العينين غُؤُورُهُما؛ وقيل: تصغيرهما لتمكين النظر.

  الجوهري: حَمَّجَ الرجلُ عينه يَسْتَشِفُّ النظرَ إِذا صَغَّرَها؛ وقيل: إِذا تَخاوَصَ⁣(⁣٢) الإِنسانُ، فقد حَمَّجَ.

  قال الأَزهري: أَما قول الليث في تحميج العين إِنه بمنزلة الغُؤُور فلا يُعرف، وكذلك التَّحْمِيجُ بمعنى الهُزال منكر؛ وقوله:

  وقد يَقُودُ الخَيْلَ لم تُحَمَّجِ

  فقيل: تحميجها هزالها، وقيل: هزالها مع غُؤُور أَعينها.

  والتحميج: التغير في الوجه من الغضب وغيره.

  وحَمَّجَتِ العينُ إِذا غارت.

  والتحميج: النظر بخوف.

  والتحميج: فتح العين فزعاً أَو وعيداً.

  وفي حديث ابن عبد العزيز: أَنَّ شاهداً كان عنده فَطَفِقَ يُحَمِّجُ إِليه النظرَ.

  قال ابن الأَثير: ذكره أَبو موسى في حرف الجيم، وهو سهو؛ وقال الزمخشري: هي لغة فيه.

  والتَّحْمِيجُ: تَغَيُّرٌ في الوجه من الغضب ونحوه.

  وفي الحديث: أَن عمر، ¥، قال لرجل: ما لي أَراك مُحَمِّجاً؟ قال الأَزهري: التَّحميج عند العرب نظرٌ بتَحْديقٍ.

  وقال أَبو عبيدة: التحميج شدَّة النظر.

  وقال بعض المفسرين في قوله ø: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِم؛ قال: مُحَمِّجِينَ مُديمي النظر؛ وأَنشد أَبو عبيدة لذي الإِصبع:

  أَإِنْ رأَيتَ بَني أَبيك ... مُحَمِّجِينَ إِليكَ شُوسا

  حملج: حَمْلَجَ الحَبْلَ أَي فَتَلَه فَتْلاً شديداً؛ قال


(١) قوله [الحلندجة والجلندحة] كذا بالأَصل بهذا الضبط وأَقره شارح القاموس وزاد فتح اللام والدال فيهما، والنون على كل ساكنة.

(٢) قوله [كذا بالأَصل بهذا الضبط. قال في القاموس في مادة خوص: ويتخاوص إِذا غض من بصره شيئاً، وهو في ذلك يحدق النظر كأَنه يقوّم قدحاً. وكذا إِذا نظر إِلى عين الشمس اه. وتحرفت في شرح القاموس المطبوع حيث قال إِذا تخافض.