لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 305 - الجزء 2

  وشَحَجاناً وتَشْحاجاً، وتَشَحَّج، واسْتَشْحَج؛ قال ذو الرمة:

  ومُسْتَشْحَجاتٍ بالفِراقِ، كأَنها ... مَثاكِيلُ، من صُيَّابة النُّوبِ، نُوَّحُ

  ويقال للغِرْبان: مُسْتَشْحَجات ومُسْتَشْحِجات، بفتح الحاءِ وكسرها، وشبَّهها بالنُّوبَةِ لِسَوادها.

  قال ابن سيده: وأُرى ثعلباً قد حكى شَحِج، بالكسر، قال: ولست منه على ثِقَة.

  وفي حدث ابن عمر: أَنه دخل المسجد فرأَى قاصّاً صَيّاحاً، فقال: اخفِضْ من صوتك، أَلم تعلم أَن الله يُبغِضُ كلَّ شَحَّاج؟ الشُّحَاج: رفع الصوت، وهو بالبغل والحمار أَخصُّ، كأَنه تَعْريض بقوله تعالى: إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوات لَصَوْتُ الحمير.

  وهو الشُّحاج والشَّحِيجُ، والنُّهاقُ والنَّهِيقُ؛ الأَزهري: شَحَجَ البغلُ يَشْحَجُ شَحِيجاً، والغراب يَشْحَج شَحَجاناً؛ وقيل: شَحِيجُ الغُراب ترجيع صوته، فإِذا مدَّ رأْسه، قيل: نَعَبَ.

  وغُرابٌ شَحَّاجٌ: كثير الشَّحِيج، وكذلك سائر الأَنواع التي ذكرنا؛ هذا قول ابن سيده؛ قال وقول الراعي:

  يا طِيبَها ليلةً حتى تَخَوَّنَها ... داعٍ دَعا، في فُروعِ لصبح، شَحَّاجُ

  إِنما أَراد شَحَّاجيّ، وليس بمنسوب، إِنما هو كأَحمر وأَحمريّ، وإِنما أَراد المؤَذِّن فاستعار؛ ومنه قول الآخر:

  والدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّاريُّ

  أَراد دَوَّارُ.

  والمِشْحَجُ والشَّحَّاج: الحمار الوحشيُّ، صِفة غالبة؛ الجوهري: الحمار الوحشيُّ مِشْحَج وشَحَّاج؛ قال لبيد:

  فَهْوَ شَحَّاج مُدِلٌّ سَنِقٌ ... لاحِقُ البَطْنِ، إِذا يَعْدو زَمَلْ

  قال ابن سيده: وفي العرب بطنان يُنْسَبان إِلى شَحَّاج، كلاهما من الأَزْدِ لهم بقية فيهما.

  شرج: ابن الأَعرابي: شَرِج إِذا سَمِنَ سِمَناً حسَناً.

  وشَرِج إِذا فَهِم.

  والشَّرَجُ: عُرى المُصحف والعَيْبة والخِباءِ، ونحو ذلك.

  شَرَجَها شَرْجاً، وأَشْرَجَها، وشَرَّجها: أَدخل بعض عُرَاها في بعض وداخل بين أَشراجها.

  أَبو زيد: أَخْرَطْتُ الخَريطَة وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتُها وشَرَجْتُها: شدَدْتها؛ وفي حديث الأَحنف: فأَدْخَلْتُ ثِياب صَوني العَيْبَة فأَشْرَجْتُها؛ يقال: أَشْرَجْت العَيْبَة وشَرَجْتها إِذا شدَدْتَها بالشَّرَج، وهي العُرى.

  وشَرَّجَ اللَّبِنَ: نَضَدَ بعضَه إِلى بعض.

  وكلُّ ما ضُمَّ بعضُه إِلى بعض، فقد شُرِجَ وشُرِّج.

  والشَّريجَةُ: جَديلة من قَصَبٍ تُتَّخَذ للحَمام.

  والشَّريجان: لَوْنان مُخْتلِفان من كل شيءٍ؛ وقال ابن الأَعرابي: هما مُختلِطان غير السواد والبياض؛ ويقال لِخَطَّيْ نِيرَي البُرْدِ شَريجان: أَحدهما أَخضر، والآخر أَبيض أَو أَحمر؛ وقال في صفة القَطا:

  سَقَتْ بِوُرُودِه فُرَّاطَ شِرْبٍ ... شَرائِجَ، بين كُدْرِيٍّ وجُونِ

  وقال الآخر:

  شَريجان من لَوْنٍ، خَلِيطانِ: منهما ... سَوادٌ، ومنه واضحُ اللَّوْنِ مُغْرِبُ

  وفي الحديث: فأَمَرَنا رسول الله، ،