لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 306 - الجزء 2

  بالفِطْرِ فأَصبح الناس شَرْجَيْن في السَّفَر؛ أَي نصفين: نصْف صِيام، ونصف مَفاطِير.

  ويقال: مررت بِفَتَياتٍ مُشارِجاتٍ أَي أَتْرابٍ مُتَساوِيات في السِّنِّ؛ وقال الأَسود بن يعفر:

  يُشْوي لنا الوجدَ المُدِلُّ بِحُضْرِه ... بِشَريجَ بَيْنَ الشَّدِّ والإِرْوادِ

  أَي بِعَدْوٍ خُلِطَ من شَدٍّ شديد، وشَدٍّ فيه إِرْوادٌ رِفْقٌ.

  وشُرِّجَ اللحم: خالطه الشحمُ، وقد شَرَّجَه الكلأُ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف فرساً:

  قَصَرَ الصَّبُوحَ لها، فَشُرِّجَ لَحْمُها ... بالنَّيِّ، فهْي تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ

  أَي خُلِطَ لحمُها بالشَّحْم.

  وتَشَرَّجَ اللحمُ بالشَّحْم أَي تداخلا.

  معناه قَصَرَ اللَّبَنَ على هذه الفرس التي تقدم ذكرها في بيت قبله؛ وهو:

  تَغْدو به خَوْصاءُ يَقْطَعُ جَرْيُها ... حَلَقَ الرِّحالَة، فهي رِخْوٌ تَمْزَعُ⁣(⁣١)

  ومعنى شُرِّج لحمها: جُعِل فيه لَوْنان من الشحم واللحم.

  والنَّيّ: الشحم.

  وقوله: فهي تَثُوخُ فيها الإِصْبَع أَي لو أَدخل أَحدٌ إِصبعه في لحمها لدخل لكثرة لحمها وشحمها؛ والإِصْبَع بدل من هي، وإِنما أَضمرها متقدّمة لمَّا فسَّرها بالإِصبع متأَخرة، ومثله ضربتها هِنْداً.

  والخَوْصاءُ: الغائِرَة العينين.

  وحَلَق الرِّحالة: الإِبْزِيمُ.

  والرِّحالة: سَرْجٌ يُعمل من جُلود.

  وتَمْزَع: تُسْرِع.

  والشَّريجُ: العُودُ يُشَقُّ منه قَوْسان، فكل واحدة منهما شَريجٌ؛ وقيل: الشَّريجُ القوس المنشقَّة، وجمعها شَرائج، قال الشماخ:

  شَرائجُ النَّبْعِ بَراها القَوَّاسْ

  وقال اللحياني: قوس شَريج فيها شَقٌّ وشِقٌّ، فوصف بالشَّريج؛ عنى بالشَّق المصدر، وبالشِّق الاسم.

  والشَّرَج: انشِقاقها.

  وقد انشَرَجت إِذا انشقَّت.

  وقيل: الشَّرِيجة من القِسِيّ التي ليست من غُصْن صحيح مثل الفِلْق.

  أَبو عمرو: من القِسِيّ الشَّريج، وهي التي تُشَقُّ من العُود فِلْقتين، وهي القوس الفِلْق أَيضاً؛ وقال الهذلي:

  وشَرِيجَة جَشَّاء، ذات أَزامِلٍ ... تُخْطِي الشِّمالَ، بها مُمَرٌّ أَمْلَسُ

  يعني القَوْسَ تُخْطي تخرِج لحمَ السَّاعِد بشِدَّة النزع حتى يكتنزَ السَّاعِد.

  والشَّرِيجة: القوس تُتخذ من الشَّرِيج، وهو العود الذي يُشق فِلْقَيْنِ، وثلاثٌ شَرائج، فإِذا كثرت، فهي الشَّرِيج؛ قال ابن سيده: وهذا قول ليس بقويّ، لأَن فَعِيلة لا تُمنع من أَن تجمع على فَعائل، قليلةً كانت أَو كثيرة؛ قال: وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد: الشَّرِيجة، بالهاء، القوس، من القَضِيب، التي لا يُبْرى منها شيء إِلا أَن تُسَوَّى.

  والشَّرْج، بالتسكين: مَسِيل الماء من الحِرارِ إِلى السُّهولة، والجمع أَشْراج وشِرَاج وشُرُوج؛ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً:

  له هَيْدَبٌ يَعْلُو الشِّراجَ، وهَيْدَبٌ ... مُسِفٌّ بِأَذْنابِ التِّلاعِ، خَلُوجُ

  وقال لبيد:

  لَيالِيَ تَحْتَ الخِدْرِ ثِنْيٌ مُصِيفَةٌ ... من الأُدْمِ، تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلا


(١) قوله [تغدو به خوصاء الخ] أنشده الجوهري في مادة رخا: تعدو به خوصاء.