لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 354 - الجزء 2

  ذؤيب:

  فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بعدَ ابنِ عَنْبَسٍ ... فقد لَجَّ من ماءِ الشُّؤُون لَجُوجُ

  أَراد: دَمْعٌ لَجُوجٌ، وقد يُستعمل في الخيل؛ قال:

  من المُسْبَطِرّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ ... لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ

  والمُلاجَّةُ: التمادي في الخُصومةِ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنِينُها

  فسره فقال: لَجَّ بي أَي ابْتُلِيَ بي، ويجوز عندي أَن يريد: ابْتُلِيتُ أَنا به، فَقَلَب.

  ومِلْجاجٌ كَلَجُوجٍ؛ قال مليح:

  من الصُّلْبِ مِلْجاجٌ يُقَطِّعُ رَبْوَها ... بُغامٌ، ومَبْنِيُّ الحَصيرين أَجْوَفُ⁣(⁣١)

  ولُجَّةُ البَحْر: حيث لا يُدْرَكُ قَعْرُه.

  ولُجُّ الوادي: جانبُه.

  ولُجُّ البحرِ: عُرْضُه؛ قال: ولُجُّ البحرِ الماءُ الكثير الذي لا يُرَى طرَفاه، وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة: وفي الحديث: من ركب البحر إِذا التَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ أَي تَلاطَمَتْ أَمْواجُه؛ والتَّجَ الأَمرُ إِذا عَظُمَ واخْتَلَطَ.

  ولُجَّةُ الأَمرِ: مُعْظَمُه.

  ولُجَّةُ الماءِ، بالضم: مُعْظَمُه، وخص بعضهم به معظم البحر، وكذلك لُجَّةُ الظَّلامِ، وجمعه لُجٌّ ولُجَجٌ ولِجاجٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  وكيفَ بِكم يا عَلْوُ أَهلًا، ودُونَكمْ ... لِجاجٌ، يُقَمِّسْنَ السَّفِينَ، وَبِيدُ؟

  واسْتَعارَ حِماسُ بن ثامِلٍ اللُّجَّ لليل، فقال:

  ومُسْتَنْبِحٍ في لُجِّ لَيْلٍ، دَعَوْتُه ... بِمَشْبُوبَةٍ في رأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ

  يعني مُعْظَمَه وظُلَمَه.

  ولُجُّ اللَّيْلِ: شِدَّةُ ظُلْمَتِه وسواده: قال العجاج يصف الليل:

  ومُخْدِرُ الأَبْصارِ أَخْدَرِيُّ ... لُجٌّ، كأَنَّ ثِنْيَه مَثْنِيُّ

  أَي كأَنَّ عِطْفَ الليلِ معطوفٌ مَرَّة أُخرى، فاشتدّ سوادُ ظُلْمَتِه.

  وبحرٌ لُجاجٌ ولُجِّيٌّ: واسعُ اللُّجِّ واللُّجُّ: السَّيْفُ، تشبيهاً بِلُجِّ البحر.

  وفي حديث طلحة بن عبيد: إِنهم أَدْخلوني الحَشَّ وقَرَّبُوا فَوَضَعوا اللُّجَّ على قَفَيَّ؛ قال ابن سيده: وأَظنُّ أَنَّ السيف إِنما سمِّيَ لُجّاً في هذا الحديث وحده.

  قال الأَصمعي: نُرى أَن اللُّجَّ اسم يسمى به السيفُ، كما قالوا الصَّمْصامةُ وذو الفَقار ونحوه؛ قال: وفيه شَبَه بلُجَّةِ البحر في هَوْلِه؛ ويقال: اللُّجُّ السيف بلغة طيِّئ؛ وقال شمر: قال بعضهم: اللُّجُّ السيف بلغة هُذَيْل وطَوائِفَ من اليمن؛ وقال ابن الكلبي: كان للأَشْتَر سيف يسميه اللُّجَّ واليَمَّ؛ وأَنشد له:

  ما خانَنِي اليَمُّ في مَأْقِطٍ ... ولا مَشْهَدٍ، مُذْ شَدَدْتُ الإِزارا

  ويروى: ما خانني اللُّجُّ.

  وفلان لُجَّةٌ واسِعةٌ، على التشبيه بالبحر في سَعته.

  وأَلَجَّ القومُ ولَجَّجُوا: ركبوا اللُّجَّة.

  والتَجَّ المَوْجُ: عَظُمَ.

  ولَجَّجَ القومُ إِذا وقَعُوا في اللُّجَّة.

  قال الله تعالى: في بَحْرٍ لُجِّيٍّ؛ قال الفراء: يقال بحر لُجِّيّ ولِجِّيّ، كما يقال سُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ، ويقال:


(١) قوله [الحصيرين] كذا بالأَصل.