لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 355 - الجزء 2

  هذا لُجُّ البحر ولُجَّةُ البحر.

  وقال بعضهم اللُّجّةُ الجماعة الكثيرة كلجة البحر، وهي اللُّجُّ.

  ولَجَّجَتِ السَّفينةُ أَي خاضَتِ اللُّجَّةَ، والتجَّ البحر التِجاجاً، والتَجَّتِ الأَرضُ بالسَّرابِ: صار فيها منه كاللُّجِّ.

  والتجَّ الظلامُ: التَبَسَ واختلط.

  واللَّجّةُ: الصوت؛ وأَنشد لذي الرمّة:

  كأَنَّنا، والقِنانُ القُودُ تَحْمِلُنا ... مَوْجُ الفُراتِ إِذا التَجَّ الدَّيامِيمُ

  أَبو حاتم: الْتَجَّ صار له كاللُّجَج من السَّرابِ.

  وسمعت لَجَّةَ الناس، بالفتح، أَي أَصواتهم وصخَبهم؛ قال أَبو النجم:

  في لَجّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ

  ولَجَّةُ القوم: أَصواتهم.

  واللَّجّةُ واللَّجْلَجَةُ: اختِلاطُ الأَصواتِ.

  والتجَّت الأَصوات: ارتفعت فاختلطت.

  وفي حديث عِكَرِمة: سمعت لهم لَجّة بآمِينَ، يعني أَصوات المصلِّين.

  واللَّجّةُ: الجلَبَةُ.

  وأَلَجَّ القومُ إِذا صاحوا؛ وقد تكون اللَّجّة في الإِبل؛ وقال أَبو محمد الحَذْلَمِيُّ:

  وجَعَلَتْ لَجَّتُها تُغَنِّيه

  يعنيى أَصواتها كأَنها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمُه ليوردها الماء، ورواه بعضهم لَخَّتُها.

  ولَجَّ القومُ وأَلَجُّوا: اختلطت أَصواتهم.

  وأَلَجَّتِ الإِبلُ والغنم إِذا سمعتَ صوتَ رَواعِيها وضَواغِيها.

  وفي حديث الحُدَيْبيةِ: قال سُهَيْلُ بن عمرو: قد لَجَّتِ القَضيَّةُ بيني وبينك أَي وَجَبَتْ؛ قال هكذا جاء مشروحاً، قال: ولا أَعرف أَصله.

  والْتَجَّتِ الأَرضُ: اجتمع نبتها وطالَ وكثُرَ، وقيل: الأَرض المُلْتَجّةُ الشديدةُ الخُضْرةِ، التفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ.

  وأَرض بقْلُها مُلْتَجٌّ، وعين مُلْتَجَّةٌ، وكأَنَّ عَيْنَه لُجَّةٌ أَي شديدةُ السوادِ؛ وعين مُلتَجَّةٌ، وإِنه لشديدُ التجاجِ العين إِذا اشتَدَّ سوادُها.

  والأَلَنْجَجُ واليَلَنْجَجُ: عودُ الطيبِ، وقيل: هو شجر غيرُه يُتَبَخَّرُ به؛ قال ابن جني: إِن قيل لك إِذا كان الزائد إِذا وقع أَوّلاً لم يكن للإِلحاق، فكيف أَلحقوا بالهمزة في أَلَنْجَجٍ، وبالياء في يَلَنْجَجٍ؟ والدليل على صحة الإِلحاق ظهور التضعيف؛ قيل: قد عُلم أَنهم لا يُلحقون بالزائد في أَوَّل الكلمة إِلَّا أَن يكون معه زائد اخر، فلذلك جاز الإِلحاق بالهمزة والياء في أَلَنْجَجٍ ويَلَنْجَجٍ، لمَّا انضمّ إِلى الهمزة والياءِ النونُ.

  والأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجُوجُ: كالأَلنجج.

  واليلنجج: عود يُتبخر به، وهو يَفَنْعَلٌ وأَفَنْعَلٌ؛ قال حُمَيْدُ ابن ثَوْر:

  لا تَصْطَلي النارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجاً ... قد كَسَّرَتْ من يَلَنْجُوجٍ له رقَصا

  وقال اللحياني: عُود يَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجيجٌ فَوُصِفَ بجميع ذلك، وهو عُودٌ طيّب الريح.

  واللَّجْلجةُ: ثِقَلُ اللِّسانِ، ونَقْصُ الكلامِ، وأَن لا يخرج بعضه في أَثر بعض.

  ورجل لَجْلاجٌ وقد لَجْلَجَ وتَلَجْلَجَ.

  وقيل الأَعرابي: ما أَشدُّ البردِ؟ قال: إِذا دَمَعَتِ العَيْنان وقطر المَنْخران ولَجْلَجَ اللِّسان؛ وقيل: اللَّجْلاجُ الذي يجولُ لسانه في شِدْقه.

  التهذيب: اللَّجلاجُ الذي سَجِيَّةُ لسانه ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه.

  الليث: اللَّجْلَجةُ أَن يتكلم الرجل بلسان غير بَيِّنٍ؛ وأَنشد:

  ومَنْطِقٍ بِلِسانٍ غيرِ لجْلاجِ

  واللَّجْلَجةُ والتَّلَجْلُج: التَّرَدُّدُ في الكلام.