لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 374 - الجزء 2

  والنَّتُوجُ من الخيل وجميعِ الحَافِرِ: الحَامِلُ، وقد أَنْتَجَتْ؛ وبعضهم يقول: نَتَجَتْ، وهو قليل.

  الليث: النَّتُوجُ الحامِلُ من الدوابِّ؛ فرس نَتُوجٌ وأَتانٌ نَتوج: في بطنها ولد قد استبان؛ وبها نِتاجٌ أَي حَمل، قال: وبعض يقول للنَّتوج من الدواب: قد نَتَجَتْ بمعنى حملت، وليس بعامّ.

  ابن الأَعرابي: نُتِجَتِ الفرسُ والناقةُ: ولَدت، وأُنْتِجَتْ: دَنا وِلادُها، كلاهما فِعْلُ ما لم يُسَمَّ فاعله؛ وقال: لم أَسمع نَتَجَت ولا أَنْتَجَتْ على صيغة فعل الفاعل؛ وقال كراع: نُتِجَتِ الفَرَسُ، وهي نَتُوجٌ، ليس في الكلام فُعِلَ وهي فَعُولٌ إِلا هذا، وقولهم: بُتِلَتِ النخلةُ عن أُمِّها وهي بَتُولٌ إِذا أُفْرِدَت؛ وقال مرة: أَنْتَجَتِ الناقةُ وهي نُتوجٌ إِذا ولَدت، ليس في الكلام أَفْعَلَ وهي فَعُولٌ إِلا هذا، وقولهم: أَخْفَدَتِ الناقةُ وهي خَفُودٌ إِذا أَلقت ولدها قبل أَن يتم، وأَعَقَّتِ الفرسُ وهي عَقُوقٌ إِذا لم تحمل، وأَشَصَّتِ الناقةُ وهي شَصُوصٌ إِذا قلَّ لبنها؛ وناقةٌ نَتِيجٌ: كَنَتُوجٍ، حكاها كراع أَيضاً.

  وقال أَبو حنيفة: إِذا نَأَتِ الجَبْهةُ نَتَّجَ الناسُ ووَلَّدوا واجْتُنِيَ أَوَّلُ الكَمْأَةِ، هكذا حكاه نتَّج، بتشديد التاء، يذهب في ذلك إِلى التكثير.

  وبالناقة نِتاجٌ أَي حمل.

  وأَنْتَجَ القومُ: نُتِجَتْ إِبلهم وشاؤُهم.

  وأَنْتَجَتِ الناقةُ: وضعت من غير أَن يليها أَحد.

  والريح تُنْتِجُ السحابَ: تَمْريه حتى يخرج قطره.

  وفي المثل: إِن العَجْزَ والتواني تَزاوَجا فأَنْتَجا الفَقْر.

  يونس: يقال للشاتين إِذا كانتا سنّاً واحدة: هما نَتيجةٌ، وكذلك غنمُ فلان نَتائِجُ أَي في سن واحدة.

  ومَنْتِجُ الناقةِ: حيث تُنْتَجُ فيه، وأَتَتِ الناقةُ على مَنْتِجِها أَي الوقتِ الذي تُنْتَجُ فيه، وهو مَفْعِلٌ، بكسر العين.

  نثج: التهذيب ابن الأَعرابي: المِنْثَجَةُ الاست، سميت مِنْثَجةً لأَنها تَنْثِجُ أَي تُخرج ما في البطن.

  غيره: ويقال لأَحد العِدْلَيْنِ إِذا استرخى: قد اسْتَنْثَجَ؛ قال هِمْيانُ:

  يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَه الضَّماعِجا ... بِصَفْنَةٍ تزقِي هدِيراً ناتجا

  أَي مسترخياً؛ والله أَعلم.

  نجج: نَجَّتِ القُرْحَةُ تَنِجُّ، بالكسر، نَجًّا ونَجِيجاً: رَشَحَت؛ وقيل: سالَتْ بما فيها.

  الأَصمعي: إِذا سال الجُرْح بما فيه، قيل: نَجَّ يَنِجُّ نَجِيجاً؛ قال القَطِران:

  فإِنْ تَكُ قُرْحةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ ... فإِنَّ الله يَفعل ما يَشاء

  وهذا البيت أَورده الجوهري منسوباً لجرير، ونبه عليه ابنُ بَرِّي في أَماليه أَنه للقَطِران، كما ذكره ابن سيده.

  يقال: خَبُثَتِ القُرْحة إِذا فسَدت وأَفْسَدت ما حَولها؛ يُريد أَنها، وإِن عَظُمَ فسَادُها.

  فالله قادرٌ على إِبْرَائِها.

  وفي حديث الحجاج: سأَحْمِلُك على صَعْبٍ حَدْباءَ⁣(⁣١) حِدْبارٍ يَنِجُّ ظهرُها أَي يسيلُ قَيْحاً، وكذلك الأُذُن إِذا سال منها الدَّمُ والقَيْحُ.

  وأُذُنٌ نَجَّةٌ: رافِضةٌ بما لا يُوَافِقُها من الحديث.

  ويقال: جاء بِأَدْبَرَ يَنِجُّ ظهرُه.

  ونَجَّ الشيءَ من فيه نَجًّا: كمجَّه.


(١) قوله [صعب حدباء] كذا ضبط صعب في الأَصل بالتنوين، وكذا فيما بأيدينا من النهاية هنا وفي حدبر.