لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 383 - الجزء 2

  وفي حديث أَبي بكر، ¥: أَنه كان يَحْلُبُ لأَهْلِه بعيراً، فيقول: أُنْفِجُ أَم أُلْبِدُ؟ الإِنفاجُ: إِبانةُ الإِناء عن الضَّرْعِ عند الحَلْبِ حتى تَعْلُوَه الرَّغوةُ، والإِلْبادُ: إِلصاقُه بالضَّرْعِ حتى لا تكونَ له رَغْوةٌ.

  نفرج: التهذيب في الرباعي: عن ابن الأَعرابي: رجلٌ نِفرِجةٌ ونِفْراجَةٌ أَي جبانٌ ضعيفٌ.

  نهج: طريقٌ نَهْجٌ: بَيِّنٌ واضِحٌ، وهو النَّهْجُ؛ قال أَبو كبير:

  فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه ... نَهْجاً، أَبانَ بذي فَريغٍ مَخْرَفِ

  والجمعُ نَهجاتٌ ونُهُجٌ ونُهوجٌ؛ قال أَبو ذؤَيب:

  به رُجُماتٌ بينهنَّ مَخارِمٌ ... نُهوجٌ، كلَبَّاتِ الهَجائِنِ، فِيحُ

  وطُرُقٌ نَهْجَةٌ، وسبيلٌ مَنْهَجٌ: كَنَهْجٍ.

  ومَنْهَجُ الطريقِ: وضَحُه.

  والمِنهاجُ: كالمَنْهَجِ.

  وفي التنزيل: لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنْهاجاً.

  وأَنهَجَ الطريقُ: وضَحَ واسْتَبانَ وصار نَهْجاً واضِحاً بَيِّناً؛ قال يزيدُ بنُ الخَذَّاقِ العبدي:

  ولقد أَضاءَ لك الطريقُ، وأَنْهَجَتْ ... سُبُلُ المَكارِمِ، والهُدَى تُعْدِي

  أَي تُعِينُ وتُقَوِّي.

  والمِنهاجُ: الطريقُ الواضِحُ.

  واسْتَنْهَجَ الطريقُ: صار نَهْجاً.

  وفي حديث العباس: لم يَمُتْ رسولُ الله، ، حتى تَرَكَكُم على طريقٍ ناهِجةٍ أَي واضحةٍ بَيِّنَةٍ.

  ونَهَجْتُ الطريقَ: أَبَنْتُه وأَوضَحتُه؛ يقال: اعْمَلْ على ما نَهَجْتُه لك.

  ونَهَجتُ الطريقَ: سَلَكتُه.

  وفلانٌ يَستَنهِجُ سبيلَ فلانٍ أَي يَسلُكُ مَسلَكَه.

  والنَّهْجُ: الطريقُ المستقيمُ.

  ونَهَجَ الأَمْرُ وأَنهَجَ، لُغتانِ، إِذا وضَحَ.

  والنَّهَجةُ: الرَّبْوُ يَعْلو الإِنسانَ والدابَّةَ، قال الليث: ولم أَسمَعْ منه فِعلًا.

  وقال غيره: أَنهَجَ يُنْهِجُ إِنهاجاً، ونَهَجْتُ أَنهِجُ نَهْجاً، ونهِجَ الرجلُ نَهَجاً، وأَنْهَجَ إِذا انْبَهَرَ حتى يقع عليه النَّفَسُ من البُهْرِ، وأَنهَجَه غيرُه.

  يقال: فلانٌ يَنْهَجُ في النفَسِ، فما أَدري ما أَنهَجَه.

  وأَنهَجتُ الدابَّةَ: سِرْت عليها حتى انْبَهَرَتْ.

  وفي حديث قُدومِ المُسْتَضعَفِينَ بمكة: فنَهِجَ بين يَدَيْ رسول الله، ، حتى قَضى.

  النَّهَجُ، بالتحريك، والنَّهِيجُ: الرَّبْوُ، وتواتُرُ النَّفَسِ من شدَّةِ الحركةِ، وأَفعَلَ مُتَعَدٍّ.

  وفي حديث عمر، ¥: فضَرَبَه حتى أُنْهِجَ أَي وقع عليه الرَّبْوُ؛ يعني عمر.

  وفي حديث عائشة: فقادني وإِني لأَنْهَجُ.

  وفي الحديث: أَنه رأَى رجلاً يَنْهَجُ أَي يَرْبو من السِّمَن ويَلْهَثُ.

  وأَنْهَجَتِ الدابةُ: صارتْ كذلك.

  وضَرَبَه حتى أَنْهَجَ أَي انْبَسَط، وقيل: بَكى.

  ونَهَجَ الثوبُ ونَهُجَ، فهو نَهِجٌ، وأَنهَجَ: بَلِيَ ولم يَتَشَقَّقْ؛ وأَنْهَجَه البِلى، فهو مُنْهَجٌ؛ وقال ابن الأَعرابي: أَنْهَجَ فيه البِلى: اسْتَطار؛ وأَنشد:

  كالثوبِ أَنْهَجَ فيه البِلى ... أَعْيا على ذي الحِيلَةِ الصانِع⁣(⁣١)

  ولا يقال: نَهَجَ الثوبُ، ولكن نَهِجَ.

  وأَنْهَجْتُ الثوبَ، فهو مُنْهَجٌ أَي أَخْلَقْتُه.

  أَبو عبيد: المُنْهَج


(١) قوله [كالثوب الخ] كذا بالأَصل. والشطر الأَول منه غير موزون ولعل الأَصل إذ أَنهج.