لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 384 - الجزء 2

  الثوبُ الذي أَسرعَ فيه البِلَى.

  الجوهري: أَنْهَجَ الثوبُ إِذا أَخذ في البِلى؛ قال عبدُ بني الحَسْحاسِ:

  فما زال بُرْدي طَيِّباً من ثِيابِها ... إِلى الحَوْلِ، حتى أَنْهَجَ البُرْدُ باليا

  وفي شعر مازِنٍ:

  حتى آذَنَ الجِسْمُ بالنَّهْجِ

  وقد نَهِجَ الثوبُ والجسمُ إِذا بَليَ.

  وأَنْهَجَه البِلى إِذا أَخْلَقَه.

  الأَزهري: نَهِجَ الإِنسانُ والكلبُ إِذا رَبَا وانْبَهَرَ يَنْهَجُ نَهَجاً.

  قال ابن بزرج: طَرَدْتُ الدابةَ حتى نَهَجَتْ، فهي ناهِجٌ، في شِدَّةِ نَفَسِها، وأَنْهَجْتُها أَنا، فهي مُنْهَجَةٌ.

  ابن شميل: إِن الكلبَ لَيَنْهَجُ من الحَرِّ، وقد نَهِجَ نَهْجَةً.

  وقال غيرُه: نَهِجَ الفرَسُ حين أَنْهَجْتُه أَي رَبا حين صَيَّرتُه إِلى ذلك.

  نوج: ابن الأَعرابي: ناجَ يَنُوجُ إِذا راءى بِعَمَلِه.

  والنَّوْجةُ: الزَّوْبعةُ من الرياح.

  نينلج: النِّينَلَجُ⁣(⁣١): حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسره؛ وأَنشد:

  جاءتْ به مِنَ اسْتِها سفَنَّجا ... سَوْداء، لم تَخْطُطْ له نِينَيْلَجا

  هبج: هَبَجَ يَهْبِجُ هَبْجاً: ضَرَبَ ضَرْباً مُتَتابعاً فيه رَخاوةٌ، وقيل: الهَبْجُ الضَّربُ بالخَشَبِ كما يُهْبَجُ الكلبُ إِذا قُتِلَ.

  وهَبَجَه بالعصا: ضَرَبَ منه حيث ما أَدْرَكَ، وقيل: هو الضَّربُ عامَّةً.

  وهَبَجَه بالعصا هَبْجاً: مثل حَبَجَه حَبْجاً أَي ضَرَبه.

  والكلبُ يُهْبَجُ: يُقْتَلُ.

  وظَبْيٌ هَبِيجٌ: له جُدَّتانِ في جَنْبَيه بين شَعْرِ بَطْنِه وظهره، كأَنه قد أُصيبَ هنالك.

  وهَبِجَ وَجه الرجلِ، فهو هَبِجٌ: انتفَخَ وتقبَّضَ؛ قال ابن مُقْبل:

  لا سافِرُ النَّيِّ مَدْخولٌ ولا هَبِجٌ ... عارِي العِظامِ، عليه الوَدْعُ منظومُ⁣(⁣٢)

  وتَهَبَّجَ كَهَبِجَ.

  الجوهري: الهَبَجُ كالوَرَمِ، يكون في ضرعِ الناقةِ، تقول: هَبَّجَه تَهْبيجاً فَتَهَبَّجَ أَي وَرَّمَه فَتَوَرَّمَ.

  والهَبَجُ في الضَّرْعِ: أَهْوَنُ الوَرَمِ، قال: والتَّهْبِيجُ شِبْه الوَرَمِ في الجسدِ، يقال: أَصبَحَ فلانٌ مُهَبِّجاً أَي مُوَرِّماً.

  ورجلٌ مُهَبَّجٌ: ثقيلُ النَّفْس.

  والهَوْبَجَةُ: الأَرضُ المُرتفِعةُ فيها حَصًى، وقيل: هو الموضع المطمئنّ من الأَرض.

  وأَصَبْنا هَوْبَجَةً من رِمْثٍ إِذا كان كثيراً في بَطنِ وادٍ.

  الأَزهري: الهَوْبجةُ بطنُ من الأَرض؛ قال: ولما أَراد أَبو موسى حَفْرَ ركايا الحَفَرِ، قال: دُلُّوني على مَوضع بئرٍ يُقْطَعُ به هذه الفلاةُ، قالوا: هَوْبَجَةٌ تُنْبِتُ الأَرْطَى بين فَلْجٍ وفُلَيجٍ، فَحَفَرَ الحَفَرَ، وهو حَفَرُ أَبي موسى بينه وبين البصرة خمسة أَميالٍ⁣(⁣٣).

  الهَوْبَجَةُ: بَطنٌ من الأَرضِ مُطمئنّ، وقال النضر: الهَوْبَجَةُ أَن يُحْفَرَ في مناقِع الماءِ ثِمادٌ يُسيلُونَ


(١) قوله [النينلج] هكذا في الأَصل مضبوطاً، وبهامشه ما نصه: الصواب النيلنج، بالكسر: وهو دخان الشحم يعالج به الوشم ليخضر؛ قال المجد: كتبه محمد مرتضى والذي في البيت نينيلجا.

(٢) قوله [لا سافر الني الخ] كذا بالأَصل هنا. وأنشده شارح القاموس في مادة سفر هكذا: لا سافر اللحم مدخول ولا هبج كاسي العظام لطيف الكشح مهضوم.

(٣) قوله [خمسة أميال] في ياقوت خمس ليال.