لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 385 - الجزء 2

  إِليها الماءَ فَتَمْتَلئُ، فيَشْربون منها وتَعِينُ تلك الثِّمادُ إِذا جُعِلَ فيها الماءُ.

  هبرج: الهَبْرَجُ: الثَّوْرُ، وهو أَيضاً المُسِنُّ من الظِّباءِ.

  والهَبْرَجَةُ: اختلاطٌ في المشي؛ قال العجاج⁣(⁣١):

  يَتْبَعْنَ ذَيَّالاً مُوشًّىً هَبْرَجا

  الهَبْرَجُ والمُوَشَّى واحدٌ؛ قال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعي مرة: أَي شيءٍ هَبْرَجٌ؟ قال: يُخَلِّطُ في مَشْيه.

  الأَصمعي أَيضاً: الهَبْرَجُ المُخْتالُ الذيَّالُ، الطويلُ الذَّنَبِ.

  هجج: الليث: هجَّجَ البعيرُ يُهَجِّجُ إِذا غارَتْ عَيْنُه في رأْسِه من جُوعٍ أَو عَطشٍ أَو إِعْياءٍ غير خِلْقةٍ؛ قال:

  إِذا حِجَاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا

  الأَصمعي: هَجَّجَتْ عَينُه: غارَتْ؛ وقال الكميت:

  كأَنَّ عُيُونَهُنَّ مُهَجِّجات ... إِذا راحَتْ من الأُصُلِ الحَرُور

  وعَينٌ هاجَّةٌ أَي غائرةٌ.

  قال ابن سيده: وأَما قولُ ابْنةِ الخُسِّ حين قيلَ لها: بِمَ تَعْرِفِينَ لِقاحَ ناقتِك؟ فقالت: أَرى العينَ هاجّ، والسنامَ راجّ، وتَمْشي فَتَفاجَّ؛ فإِما أَن يكونَ على هَجَّتْ وإِن لم يُستعمَلْ، وإِما أَنها قالت هاجّاً، اتباعاً لقولهم راجّاً، قال: وهم ممن يَجْعلون للإِتْباع حُكْماً لم يكن قبل ذلك، وقالت: هاجّاً، فذكَّرتْ على إِرادة العُضْوِ أَو الطَّرْفِ، وإِلَّا فقد كان حُكْمُها أَن تقول هاجَةً؛ ومِثلُه قولُ الآخرِ:

  والعَينُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مَكْحُولُ

  على أَن سيبويه إِنما يَحْملُ هذا على الضرورة؛ قال ابن سيده: ولَعَمْري إِنَّ في الإِتْباع أَيضاً لَضرورةً تُشْبه ضرورةَ الشِّعر.

  ورَجلٌ هَجاجَةٌ: أَحْمَقُ؛ قال الشاعر:

  هَجَاجةٌ مُنْتَخَبُ الفُؤَادِ ... كأَنَّه نَعامةٌ في وادِي

  شمر: هَجَاجَةٌ أَي أَحَمَقُ، وهو الذي يَسْتَهِجُّ على الرأْي، ثم يَرْكَبُه، غَوِيَ أَم رِشِدَ، واستهاجُه: أَن لا يُؤَامِرَ أَحداً ويَرْكَبَ رأْيه؛ وأَنشد:

  ما كان يَرْوِي في الأُمورِ صنيعةً ... أَزمانَ يَرْكَبُ فيكَ أُمَّ هَجَاجِ

  والهَجاجةُ: الهَبْوَةُ التي تَدْفِنُ كلَّ شيءٍ بالترابِ، والعَجاجةُ: مِثلُها.

  وركِبَ فلانٌ هَجاجَ، غيرَ مُجْرًى، وهَجاجِ، مَبنيّاً على الكسر مثل قَطامِ: ركِبَ رأْسَه؛ قال المُتَمَرِّس بنُ عبد الرحمن الصُّحاريُّ:

  وأَشْوَس ظالم أَوْجَيْتُ عنِّي ... فأَبْصَرَ قَصْدَه بعد اعْوِجاجِ

  تَرَكْتُ به نُدُوباً باقِياتٍ ... وبايَعَني على سِلْمٍ دُماجِ

  فلا يَدَعُ اللِّئامُ سبيلَ غَيٍّ ... وقد رَكِبُوا، على لَوْمي، هَجاجِ

  قوله: أَوْجَيْت أَي مَنَعْت وكَفَفْت.

  والنُّدُوب: الآثارُ، واحدُها نَدْبٌ.

  والدُّماجُ، بضم الدال: الصُّلْحُ الذي يُرادُ به قطْعُ الشَّرِّ.

  وهَجَاجَيْك ههنا وههنا أَي كُفّ.

  اللحياني: يقال


(١) قوله [قال العجاج الخ] عبارة القاموس وشرحه. والهبرج: الموشى من الثياب. قال العجاج الخ.