لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 424 - الجزء 2

  حتى خُلِقْتَ مُهَذَّباً، تَبْني العلى ... سَمْحَ الخَلائقِ، صالحاً من صالِحِ

  يَنْمِي بك الشَّرَفُ الرفيعُ، وتَتَّقِي ... عَيْبَ المَذَمَّة، بالعَطاءِ الجازِحِ

  وجَزَحَ الشجرةَ: ضربها ليَحُتَّ وَرَقَها.

  وجِزِحْ: زجر للعَنْزِ المُتَصَعِّبَة عند الحَلْب، معناه: قِرِّي.

  جطح: تقول العرب للغنم، وقال الأَزهري للعنز إِذا استَصْعَبَتْ عند الحلب: جِطِحْ أَي قرّي فتَقِرُّ، بلا اشتقاق فعْلٍ، وقال كراع: جِطِّحْ، بشَدِّ الطاء، وسكون الحاء بعدها، زجر للجَدْيِ والحَمَلِ؛ وقال بعضهم: جِدِحْ، فكأَنَّ الدال دخلت على الطاء أَو الطاء على الدال، وقد تقدم ذكر جدح.

  جلح: الجَلَحُ: ذهابُ الشعر من مُقَدَّم الرأْس، وقيل: هو إِذا زاد قليلاً على النَّزَعَة.

  جَلِحَ، بالكسر، جَلَحاً، والنعتُ أَجْلَحُ وجَلْحاء، واسم ذلك الموضع الجَلَحَة.

  والجَلَحُ: فوق النَّزَعِ، وهو انْحِسار الشعر عن جانبي الرأْس، وأَوّله النَّزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الصَّلَعُ.

  أَبو عبيد: إِذا انحَسَر الشعر عن جانبي الجبهة، فهو أَنْزَعُ، فإِذا زاد قليلًا، فهو أَجْلَح، فإِذا بلغ النصفَ ونحوه، فهو أَجْلى، ثم هو أَجْلَه، وجمعُ الأَجْلَح جُلْح وجُلْحانٌ.

  والجَلَحةُ: انْحِسارُ الشعر، ومُنْحَسِرُه عن جانبي الوجه.

  وفي الحديث: إِن الله ليؤدي الحقوق إِلى أَهلها حتى يَقْتَصَّ للشاة الجَلْحاءِ من الشاة القَرْناءِ نَطَحَتْها.

  قال الأَزهري: وهذا يبين أَن الجَلْحاء من الشاء والبقر بمنزلة الجَمَّاء التي لا قرن لها؛ وفي حديث الصدقة: ليس فيها عَقْصاء ولا جَلْحاء؛ وهي التي لا قرن لها.

  قال ابن سيده: وعَنْز جَلْحاء جَمَّاء على التشبيه بجَلَحِ الشعر؛ وعمَّ بعضهم به نوعي الغنم، فقال: شاة جَلْحاءٌ كجَمَّاء، وكذلك هي مِن البقر، وقيل: هي من البقر التي ذهب قرناها آخراً، وهو من ذلك لأَنه كانحسار مُقَدَّم الشعر.

  وبقر جُلْح: لا قرون لها؛ قال قَيْسُ بن عَيزارة⁣(⁣١) الهذلي:

  فَسَكَّنْتَهم بالمالِ، حتى كأَنهم ... بَواقِرُ جُلْحٌ سَكَّنَتْها المَراتِعُ

  وقال الجوهري عن هذا البيت: قال الكسائي أَنشدني ابن أَبي طَرْفة، وأَورد البيت.

  وقَرْيَةٌ جَلْحاء: لا حِصْنَ لها، وقُرًى جُلْحٌ.

  وفي حديث كعب: قال الله لرُومِيَّةَ: لأَدَعَنَّكِ جَلْحاء أَي لا حِصْنَ عليك.

  والحُصُون تشبه القرون، فإِذا ذهبت الحصون جَلِحَتِ القُرَى فصارت بمنزلة البقرة التي لا قرن لها.

  وفي حديث أَبي أَيوب: من بات على سَطْحٍ أَجْلح فلا ذمة له؛ هو السطح الذي لا قرن له؛ قال ابن الأَثير: يريد الذي ليس عليه جدار ولا شيء يمنع من السقوط.

  وأَرضٌ جَلْحاء: لا شجر فيها.

  جَلِحَتْ جَلَحاً وجُلِحَتْ، كلاهما: أُكِلَ كَلَؤُها.

  وقال أَبو حنيفة: جُلِحَتِ الشجرة: أُكِلَتْ فروعها فَرُدَّت إِلى الأَصل وخص مرة به الجَنْبةَ.

  ونباتٌ مَجْلوحٌ: أُكل ثم نبت.

  والثُّمامُ المَجْلوحُ والضَّعَةُ المَجْلوحَة: التي أُكلت ثم نبتت، وكذلك غيرها من الشجر؛ قال يخاطب ناقته:

  أَلا ازْحَمِيه زَحْمةً فَرُوحِي ... وجاوِزي ذال السَّحَمِ المَجْلوحِ،

  وكَثْرَةَ الأَصْواتِ والنُّبُوحِ


(١) قوله [قال قيس بن عيزارة] قال شارح القاموس: تتبعت شعر قيس هذا فلم أجده في ديوانه اه.