لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 425 - الجزء 2

  والمَجْلوح: المأْكولُ رأْسه.

  وجَلَح المالُ الشجرَ يَجْلَحُه جَلْحاً، بالفتح، وجَلَّحَه: أَكله، قيل: أَكل أَعلاه، وقيل: رَعَى أَعاليه وقَشَرَه.

  ونبت إِجْلِيحٌ: جُلِحَتْ أَعاليه وأُكِلَ.

  والمُجَلَّح: المأْكولُ الذي ذهب فلم يَبْقَ منه شيء؛ قال ابن مُقْبل يصف القَحْط:

  أَلم تَعْلَمِي أَنْ لا يَذُمُّ فُجاءَتي ... دَخِيلي، إِذا اغْبَرَّ العضاه المُجَلَّحُ

  أَي الذي أُكل حتى لم يُترك منه شيء، وكذلك كَلأٌ مُجَلَّح.

  قال ابن بري في شرح هذا البيت: دَخِيلُه دُخْلُلُه وخاصته، وقوله: فُجاءتي، يريد وقت فجاءتي.

  واغبرار العضاه: إِنما يكون من الجدب، وأَراد بقوله أَن لا يذم: أَنه لا يذم، فحذف الضمير على حدّ قوله ø: أَفلا يرون أَن لا يرجعُ إِليهم قولًا، تقديره أَنه لا يرجع.

  والمُجَلِّحُ: الكثير الأَكل؛ وفي الصحاح: الرجل الكثير الأَكل.

  وناقة مُجالِحة: تأْكل السَّمُرَ والعُرْفُط، كان فيه ورق أَو لم يكن.

  والمَجاليح من النحل والإِبل: اللواتي لا يبالين قُحوطَ المطر؛ قال أَبو حنيفة: أَنشد أَبو عمرو:

  غُلْبٌ مَجالِيحُ عند المَحْلِ كُفْأَتُها ... أَشْطانُها في عِذابِ البحرِ تَسْتَبِقُ

  الواحدة مِجْلاح ومُجالِحٌ.

  والمُجالِحُ أَيضاً من النُّوق: التي تَدِر في الشتاء، والجمع مَجالِيحُ؛ وضَرْع مُجالِحٌ، منه، وُصِفَ بصفة الجملة، وقد يستعمل في الشاء.

  والمِجْلاحُ والمُجَلِّحَةُ: الباقية اللبن على الشتاء، قلَّ ذلك منها أَو كثر، وقيل: المُجالِحُ التي تَقْضِمُ عيدان الشجر اليابس في الشتاء إِذا أَقْحَطت السنَةُ وتَسْمَنُ عليها فيبقى لبنها؛ عن ابن الأَعرابي.

  وسنَة مُجَلِّحة: مُجْدِبة.

  والمَجالِيح: السِّنُونَ التي تَذْهَبُ بالمال.

  وناقة مِجْلاحٌ: جَلْدَةٌ على السنة الشديدة في بقاء لبنها؛ وقال أَبو ذؤيب:

  المانِحُ الأُدْمَ والخُورَ الهِلابَ، إِذا ... ما حارَدَ الخُورُ، واجْتَثَّ المَجالِيحُ

  قال: المجاليح التي لا تبالي القحوط.

  والجالِحةُ والجَوالِحُ: ما تطاير من رؤُوس النبات في الريح شِبْه القطن؛ وكذلك ما أَشبهه من نسج العنكبوت وقِطَعِ الثلج إِذا تهافت.

  والأَجْلَح: الهَوْدَجُ إِذا لم يكن مُشْرِفَ الأَعْلى؛ حكاه ابن جني عن خالد بن كلثوم، قال: وقال الأَصمعي هو الهودج المربع؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب:

  إِلَّا تكنْ ظُعْناً تُبْنى هَوادِجُها ... فإِنهن حِسانُ الزِّيِّ أَجْلاحُ

  قال ابن جني: أَجْلاحٌ جمع أَجْلَح، ومثله أَعْزَلُ وأَعْزال، وأَفْعَلُ وأَفعالٌ قليل جدّاً؛ وقال الأَزهري: هَوْدَجٌ أَجْلَح لا رأْس له، وقيل: ليس له رأْس مرتفع.

  وأَكَمَةٌ جَلْحاء إِذا لم تكن مُحَدَّدة الرأْس.

  والتَّجْلِيحُ: السيرُ الشديد.

  ابن شميل: جَلَّحَ علينا أَي أَتى علينا.

  أَبو زيد: جَلَّحَ على القوم تجليحاً إِذا حمل عليهم.

  وجَلَّحَ في الأَمر: ركب رأْسه.

  والتَّجْلِيحُ: الإِقدام الشديد والتصميم في الأَمر والمُضِيُّ؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم:

  ومِلْنا بالجِفارِ إِلى تَميمٍ ... على شُعُثٍ مُجَلًّحَةٍ عِتاقِ