لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 428 - الجزء 2

  ابن الأَثير في هذا الفصل ما صورته: وفي حديث عمر ابن عبد العزيز: فَطَفِقَ يُجَمِّحُ إِلى الشاهد النَّظَرَ أَي يديمه مع فتح العين، قال: هكذا جاء في كتاب أَبي موسى وكأَنه، والله أَعلم، سهو، فإِن الأَزهري والجوهري وغيرهما ذكروه في حرف الحاء قبل الجيم، وفسروه بهذا التفسير وهو مذكور في موضعه؛ قال: ولم يذكره أَبو موسى في حرف الحاء.

  وقد سَمَّوْا جَمَّاحاً وجُمَيْحاً وجُمَحاً: وهو أَبو بطن من قريش.

  جملح: جَمْلَحَ رأْسَه: حَلَقَه.

  جنح: جَنَحَ إِليه⁣(⁣١) يَجْنَحُ ويَجْنُحُ جُنُوحاً، واجْتَنحَ: مالَ، وأَجْنَحَه هو؛ وقول أَبي ذؤيب:

  فَمَرَّ بالطيرِ منه فاحِمٌ كَدِرٌ ... فيه الظِّباءُ وفيه العُصْمُ أَجْناحُ

  إِنما هو جمع جانح كشاهد وأَشهاد، وأَراد مَوائِلَ.

  وفي الحديث: مَرِضَ رسول الله، ، فوجد خِفَّةً فاجْتَنحَ على أُسامة حتى دخل المسجد أَي خرج مائلاً متكئاً عليه.

  ويقال: أَقمت الشيء فاستقام.

  واجْتَنَحْتُه أَي أَمَلته فَجَنَحَ أَي مال.

  وقال الله ø: وإِن جَنَحُوا للسِّلْم فاجْنَحْ لها؛ أَي إِن مالوا إِليك⁣(⁣٢) فَمِلْ إِليها، والسِّلْمُ: المُصالحة، ولذلك أُنثت؛ وقول أَبي النجم يصف السحاب:

  وسَحَّ كلُّ مُدْجنٍ سَحَّاحِ ... يَرْعُدُ في بِيضِ الذُّرَى جُنَّاحِ

  قال الأَصمعي: جُنَّاح دانية من الأَرض، وقال غيره: جُنَّاح مائلة عن القصد.

  وجَنَحَ الرجلُ واجْتَنَحَ: مال على أَحد شقَّيه وانحنى في قَوْسِه.

  وجُنُوح الليل: إِقباله.

  وجَنَحَ الظلامُ: أَقْبلَ الليلُ.

  وجَنَحَ الليلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: أَقبل.

  وجُنْحُ الليل وجِنْحُه: جانِبُه، وقيل: أَوَّله، وقيل: قطعة منه نحو النصف، وجُنْحُ الظلام وجِنْحُه لغتان، ويقال: كأَنه جُنْحُ ليل يُشَبَّه به العَسْكَرُ الجرّار؛ وفي الحديث: إِذا اسْتَجنح الليلُ فاكْفِتُوا صِبيانكم؛ المراد في الحديث أَوَّل الليل.

  وجِنْحُ الطريق⁣(⁣٣): جانبه؛ قال الأَخْضَر بن هُبَيْرة الضَّبّي:

  فما أَنا يومَ الرَّقْمَتَيْنِ بِناكِلٍ ... ولا السيفُ إِن جَرَّدْتُه بكَلِيلِ

  وما كنتُ ضَغَّاطاً، ولكنَّ ثائراً ... أَناخَ قليلًا، عند جِنْحِ سَبيلِ

  وجِنْحُ القوم: ناحيتُهم وكَنَفُهم؛ وقال:

  فبات بِجِنْحِ القومِ حتى إِذا بدا ... له الصُّبْحُ، سام القومَ إِحدى المَهالكِ

  وجَناحُ الطائر: ما يَخْفِق به في الطيران، والجمع أَجْنِحة وأَجْنُحٌ.

  وجَنَحَ الطائرُ يَجْنَحُ جُنُوحاً إِذا كَسَرَ مِن جَناحَيْه ثم أَقبل كالواقع اللاجئ إِلى موضع؛ قال الشاعر:

  تَرَى الطيرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه ... جُنُوحاً، إِنْ سَمِعْنَ له حَسِيسا

  وجَناحا الطائر: يداه.

  وجَناحُ الإِنسان: يَدُه.

  ويد الإِنسان: جَناحاه.

  وفي التنزيل: واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمة؛ أَي أَلِنْ لهما جانِبَكَ.

  وفيه: واضْمُمْ إِليك جَناحَك من الرَّهْب؛ قال


(١) قوله [جنح إِليه الخ] بابه منع وضرب ونصر كما في القاموس.

(٢) قوله [مالوا إليك] هكذا في الأَصل والأَمر سهل.

(٣) قوله [وجنح الطريق الخ] هذا وما بعده بكسر الجيم لا غير، كما هو ضبط الأَّصل. ومفاد الصحاح والقاموس وفي المصباح: وجنح الليل، بضم الجيم وكسرها، ظلامه واختلاطه، ثم قال: وجنح الطريق، بالكسر، جانبه.