لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 429 - الجزء 2

  الزجاج: معنى جَناحك العَضُدُ، ويقال اليد كلُّها جَناحٌ، وجمعه أَجْنِحة وأَجْنُحٌ، حكى الأَخيرة ابن جني وقال: كَسَّرُوا الجَناحَ وهو مذكَّر على أَفْعُلٍ، وهو من تكسير المؤَنث لأَنهم ذهبوا بالتأْنيث إِلى الرِّيشَة، وكله راجع إِلى معنى المَيْل لأَن جَناحَ الإِنسان والطائر في أَحد شِقَّيْه.

  وفي الحديث: إِن الملائكة لَتَضَعُ أَجْنِحتها لطالب العلم أَي تضعها لتكون وِطاءً له إِذا مَشَى؛ وقيل: هو بمعنى التواضع له تعظيماً لحقِّه؛ وقيل: أَراد بوضع الأَجنحة نزولَهم عند مجالس العلم وتَرْكَ الطيران؛ وقيل: أَراد إِظلالهم بها؛ وفي الحديث الآخر: تُظِلُّهم الطيرُ بأَجنحتها.

  وجَناحُ الطائر: يَدُه.

  وجَنَحَه يَجْنِحُه جَنْحاً: أَصاب جَناحَه.

  الأَزهري: وللعرب أَمثال في الجَناح، منها قولهم في الرجل إِذا جَدَّ في الأَمر واحتفل: رَكِبَ فلانٌ جَناحَيْ نَعامة؛ قال الشماخ:

  فمن يَسْعَ أَو يَرْكَبْ جَناحَيْ نَعامةٍ ... لِيُدْرِكَ ما قَدَّمْتَ بالأَمْسِ، يُسْبَق

  ويقال: ركب القومُ جَناحَيِ الطائر إِذا فارقوا أَوطانهم؛ وأَنشد الفرَّاء:

  كأَنما بِجَناحَيْ طائِرٍ طاروا

  ويقال: فلان في جناحي طائر إِذا كان قَلِقاً دَهِشاً، كما يقال: كأَنه على قَرْن أَعْفَر، ويقال: نحن على جَناح سَفَر أَي نريد السفر، وفلان في جنَاح فلان أَي في ذَراه وكنفه؛ وأَما قول الطِّرِمَّاحِ:

  يَبُلُّ بمَعْصورٍ جَناحَيْ ضَئِيلَةٍ ... أَفاوِيقَ، منها هَلَّةٌ ونُقُوعُ

  فإِنه يريد بالجَناحين الشفتين، ويقال: أَراد بهما جَناحَيِ اللَّهاةِ والحَلْقِ.

  وجَناحا العَسْكَرِ: جانباه.

  وجَناحا الوادي: مَجْرَيانِ عن يمينه وشماله.

  وجَناحُ الرَّحَى: ناعُورُها.

  وجَناحا النَّصْلِ: شَفْرَتاه.

  وجَناحُ الشيء: نَفْسُه؛ ومنه قول عَدِيِّ ابن زيد:

  وأَحْوَرُ العينِ مَرْبُوبٌ، له غُسَنٌ ... مُقَلَّدٌ من جَناحٍ الدُّرِّ تِقْصارا

  وقيل: جَناحُ الدُّرِّ نَظْمٌ منه يُعَرَّضُ.

  وكلُّ شيء جعلته في نِظامٍ، فهو جَناحٌ.

  والجَوانح: أَوائل الضُّلُوع تحت الترائب مما يلي الصدر، كالضلوع مما يلي الظهر، سميت بذلك لجنوحها على القلب، وقيل: الجوانح الضُّلُوع القِصارُ التي في مُقَدَّمِ الصدرِ، والواحدة جانحة؛ وقيل: الجوانح من البعير والدابة ما وقعت عليه الكتف وهو من الإِنسان الدَّئيُّ، وهي ما كان من قبل الظهر وهي ست: ثلاث عن يمينك وثلاث عن شمالك؛ قال الأَزهري: جَوانِحُ الصَّدْرِ من الأَضلاع المتصلة رُؤُوسها في وَسَطِ الزَّوْرِ، الواحدة جانحة؛ وفي حديث عائشة: كان وَقِيذَ الجَوانِح، هي الأَضلاع مما يلي الصدر.

  وجُنِحَ البعيرُ: انكسرت جَوانِحُه من الحِمْل الثقيل.

  وجَنَحَ البعيرُ يَجْنَحُ جَنُوحاً: انكسر أَوَّلُ ضُلُوعه مما يلي الصدر.

  وناقة مُجْتَنِحَة الجَنْبَينِ: واسعتهما.

  وجَنَحَتِ الإِبلُ: خَفَضَتْ سَوالِفَها في السير، وقيل: أَسرعت.

  ابن شميل: الاجْتِناحُ في الناقة كأَنَّ مُؤَخَّرَها يُسْنَدُ إِلى مُقَدَّمها من شدّة اندفاعها بحَفْزِها رجليها إِلى صدرها؛ وقال شمر: اجْتَنَحَتِ الناقة في سيرها إِذا أَسرعت؛ وأَنشد:

  من كلِّ وَرْقاء لها دَفٌّ قَرِحْ ... إِذا تَبادَرْنَ الطريقَ تَجْتَنِحْ