لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 430 - الجزء 2

  وقال أَبو عبيدة: المُجْتَنِحُ من الخيل الذي يكون حُضْرُه واحداً لأَحَدِ شِقَّيْه يَجْتَنِحُ عليه أَي يعتمده في حُضْره؛ والناقة الباركة إِذا مالت على أَحد شقيها يقال: جَنَحَتْ؛ قال ذو الرمة:

  إِذا مالَ فوقَ الرَّحْلِ، أَحْيَيْتِ نَفْسَه ... بذكراكِ، والعِيسُ المَراسِيلُ جُنَّحُ

  وجَنَحَتِ السفينة تَجْنَحُ جُنُوحاً: انتهت إِلى الماء القليل فَلَزِقَتْ بالأَرض فلم تَمْضِ.

  واجْتَنَحَ الرجلُ في مَقْعَده على رحله إِذا انْكَبَّ على يديه كالمُتَّكِئ على يدٍ واحدة.

  الأَزهري: الرجل يَجْنَحُ إِذا أَقبل على الشيء يعمله بيديه وقد حَنَى عليه صَدْرَه؛ وقال لبيد:

  جُنُوحَ الهَالِكِيّ على يديه ... مُكِبّاً يَجْتَلِي ثُقَبَ النِّصالِ

  وروى أَبو صالح السَّمَّانُ عن أَبي هريرة أَن رسول الله، ، أَمَرَ بالتَّجَنُّحِ في الصلاة، فشَكا ناسٌ إِلى النبي، ، الضَّعْفَةَ فأَمَرَهم أَن يستعينوا بالرُّكَبِ؛ وفي رواية: شكا أَصحاب رسول الله، ، الاعتمادَ في السجود فَرَخَّصَ لهم أَن يستعينوا بمرافقهم على رُكَبهم.

  قال شمر: التَّجَنُّحُ والاجْتِناحُ كأَنه الاعتماد في السجود على الكفين، والادِّعامُ على الراحتين وترك الافتراش للذراعين؛ قال ابن الأَثير: هو أَن يرفع ساعديه في السجود عن الأَرض ولا يفترشهما، ويجافيهما عن جانبيه ويعتمد على كفيه فيصيرَان له مثل جَناحَيِ الطائر؛ قال ابن شميل: جَنَحَ الرجل على مِرْفَقَيْه إِذا اعتمد عليهما وقد وضعهما بالأَرض أَو على الوسادة يَجْنَحُ جُنُوحاً وجَنْحاً.

  والمَجْنَحة: قطعة أَدَمٍ تُطرح على مُقَدَّم الرحل يَجْتَنِحُ الراكب عليها.

  والجُناح، بالضم: الميل إِلى الإِثم، وقيل: هو الإِثم عامّة.

  والجُناحُ: ما تُحُمِّلَ من الهَمِّ والأَذى؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  ولاقَيْتُ، من جُمْلٍ وأَسبابِ حُبِّها ... جُناحَ الذي لاقَيْتُ من تِرْبِها قَبْلُ

  قال: وأَصل ذلك من الجُناح الذي هو الإِثم.

  وقال أَبو الهيثم في قوله ø: ولا جُناحَ عليكم فيما عَرَّضتم به؛ الجُناح: الجناية والجُرْمُ؛ وأَنشد قول ابن حِلِّزَةَ:

  أَعَلينا جُناحُ كِنْدَةَ، أَن يَغْنَمَ ... غازيهمُ، ومنا الجَزاءُ؟

  وصف كندة بأَنهم غَزَوْكم فقتلوكم وتُحَمِّلوننا جزاءَ فعلهم أَي عقاب فعلهم، والجزاء يكون ثواباً وعقاباً؛ وقيل في قوله: لا جُناح عليكم أَي لا إِثم عليكم ولا تضييق.

  وفي حديث ابن عباس في مال اليتيم: إِني لأَجْنَحُ أَن آكُلَ منه أَي أَرى الأَكل منه جُناحاً وهو الإِثم؛ قال ابن الأَثير: وقد تكرر الجُناحُ في الحديث، فأَين ورد فمعناه الإِثم والميل.

  ويقال: أَنا إِليك بحُناحٍ أَي متشوّق، كذا حكي بضم الجيم؛ وأَنشد:

  يا لَهْفَ هِنْدٍ بعدَ أُسْرَةِ واهِبٍ ... ذَهَبُوا، وكنتُ إِليهمُ بجُناحِ

  بالضم، أَي مُتَشَوِّقاً.

  وجَنَحَ الرجلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: أَعطى بيده.

  ابن شميل: جَنَحَ الرجلُ إِلى الحَرورِيَّة، وجَنَحَ لهم إِذا تابعهم وخضع لهم.

  وجَناحٌ: اسم رجل، واسم ذئب؛ قال:

  ما راعَني إِلَّا جَناحٌ هابطا ... على البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا