لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين]

صفحة 501 - الجزء 2

  تُشِيحُ على الفَلاةِ، فَتَعْتَليها ... بنَوْعِ القَدْرِ، إِذ قَلِقَ الوَضِينُ

  أَي تديم السير.

  والمُشِيحُ: المُجِدُّ؛ وقال ابن الإِطْنابَة:

  وإِقْدامي على المَكْرُوه نَفْسِي ... وضَرْبي هامةَ البَطَلِ المُشِيحِ

  وأَشاحَ على حاجته وشايَحَ مُشَايَحَةً وشِياحاً.

  والشِّياحُ: الحِذارُ والجِدُّ في كل شيء.

  ورجل شائح: حَذِرٌ.

  وشايَحَ وأَشاحَ، بمعنى حَذِرَ؛ وقال أَبو السَّوْداء العِجْلي:

  إِذا سَمِعْنَ الرِّزَّ من رَباحِ ... شايَحْنَ منه أَيَّما شِياحِ

  أَي حَذَرٍ.

  وشايَحْنَ: حَذِرْنَ.

  والرِّزُّ: الصوت.

  ورَباح: اسم راع؛ وتقول: إِنه لَمُشِيحٌ حازِمٌ حَذِرٌ؛ وأَنشد:

  أَمُرُّ مُشِيحاً معي فِتْيَةٌ ... فمن بينِ مُودٍ، ومن خاسِرِ

  والشائح: الغَيُورُ، وكذلك الشَّيْحانُ لحَذَرِه على حُرَمِه؛ وأَنشد المُفَضَّل:

  لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ ... بالبَيْنِ عنك بها يَرْآكَ شَنْآنا⁣(⁣١)

  الأَزهري: شايَحَ أَي قاتل؛ وأَنشد:

  وشايَحْتَ قبلَ اليوم، إِنك شِيحُ

  والشَّيْحانُ: الطويلُ الحَسَن الطُّولِ؛ وأَنشد شمر:

  مُشِيحٌ فوقَ شَيْحانٍ ... يَدِرُّ، كأَنه كَلْبُ

  قال شمر: ورُوِي فوق شِيحانٍ، بكسر الشين.

  الأَزهري: قال خالد بن جَنْبَة: الشَّيْحانُ الذي يَتَهَمَّسُ عَدْواً؛ أَراد السرعة.

  ابن الأَعرابي: شَيَّحَ إِذا نظر إِلى خَصْمِه فضايقه.

  وأَشاحَ بوجهه عن الشيء: نَحَّاه.

  وفي صفته، ، إِذا غَضِبَ أَعْرَضَ وأَشاحَ؛ وقال ابن الأَعرابي: أَعرض بوجهه وأَشاحَ أَي جَدَّ في الإِعراض.

  قال: والمُشِيحُ الجادُّ؛ قال وأَقرأَنا لطرفة:

  أَدَّتِ الصنعةُ في أَمتُنِها ... فهيَ، من تحتُ، مُشِيحَاتُ الحُزُمْ

  يقول: جَدَّ ارتفاعُها في الحُزُم؛ وقال: إِذا ضمَّ وارتفع حزامه، فهو مُشيح، وإِذا نَحَّى الرجلُ وجهَه عن وَهَجٍ أَصابه أَو عن أَذًى، قيل: قد أَشاح بوجهه؛ وفي حديث النبي، ، أَنه قال: اتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة، ثم أَعرض وأَشاح؛ قال ابن الأَثير: المُشِيح الحَذِرُ والجادُّ في الأَمر، وقيل: المقبل إِليك المانع لما وراء ظهره، فيجوز أَن يكون أَشاحَ أَحدَ هذه المعاني أَي حَذِرَ النارَ كأَنه ينظر إِليها، أَو جَدَّ على الإِيصاء باتقائها، أَو أَقبل إِليك بخطابه.

  التهذيب، الليث: إِذا أَرْخَى الفَرَسُ ذَنَبَه قيل: قد أَشاح بذنبه؛ قال أَبو منصور: أَظن الصواب أَساحَ، بالسين، إِذا أَرْخاه، والشين تصحيف.

  وهم في مَشِيحَى ومَشْيُوحاءَ من أَمرهم أَي اختلاط.

  والمَشْيُوحاء: أَن يكون القوم في أَمر يَبْتَدِرُونه.

  قال شمر: المُشِيحُ ليس من الأَضداد، إِنما هي كلمة جاءَت بمعْنَيَين.

  والشِّيحُ: ضَرْبٌ من بُرودِ اليمن، يقال له الشِّيح والمُشِيحُ، وهو المخطط؛ قال الأَزهري: ليس في البرود والثياب شِيحٌ ولا مُشَيَّحٌ، بالشين معجمة من فوق، والصواب السِّيحُ والمُسَيَّحُ، بالسين والياء


(١) قوله [لما استمر الخ] الذي تقدم في بجح: ثم استمر.