لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء]

صفحة 533 - الجزء 2

  وإِبل طِلاحِيَّة وطُلاحِيَّة: ترعة الطَّلْح.

  وطَلاحَى وطَلِحَة: تشتكي بطونَها من أَكل الطَّلْح؛ وقد طَّلِحَت طَلَحاً⁣(⁣١)؛ قال الأَزهري: ورجل نِياطِيٌّ ونُباطِيّ: منسوب إِلى النَّبَط؛ وأَنشد:

  كيف تَرَى وَقْعَ طِلاحِيَّاتِها ... بالغَضَوِيَّاتِ، على عِلَّاتِها؟

  ويروى بالحَمَضِيَّاتِ؛ وأَنكر أَبو سعيد: إِبل طَلاحَى إِذا أَكلت الطَّلْح؛ قال: والطَّلاحَى هي الكالَّةُ المُعْيِيَةُ؛ قال: ولا يُمْرِضُ الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن رَعْيَ الطَّلْح ناجعٌ فيها، قال: والأَراكُ لا تَمْرَضُ عنه الإِبلُ؛ ابن سيده: والطَّلْحُ لغة في الطَّلْع، وقوله تعالى: وطَلْحٍ مَنْضُود؛ فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ وفُسِّرَ بأَنه المَوْزُ، قال: وهذا غير معروف في اللغة.

  الأَزهري: قال أَبو اسحق في قوله تعالى: وطَلْحٍ منضود؛ جاء في التفسير أَنه شجر الموز، قال: والطَّلْحُ شجر أُمِّ غَيْلان أَيضاً، قال: وجائز أَن يكون عنى به ذلك الشجر لأَن له نَوْراً طيب الرائحة جدّاً، فَخُوطِبُوا به ووُعِدُوا بما يحبون مثله، إِلا أَن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا، وقال مجاهد: أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ وحُسْنُه، فقيل لهم: وطَلْحٍ مَنْضُودٍ.

  والطِّلاحُ: نبت.

  وطَلْحَةُ الطَّلَحات: طَلْحَةُ ابن عبيد الله بن خلف الخُزاعي؛ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح بخط من يوثق به: الصواب طلحة بن عبد الله بن بري، |؛ ذكر ابن الأَعرابي في طَلْحةَ هذا أَنه إِنما سمِّي طَلْحة الطلحات بسبب أُمه، وهي صَفِيَّة بنت الحرث بن طلحة بن أَبي طلحة؛ زاد الأَزهري: ابن عبد مناف، قال: وأَخوها أَيضاً طلحة بن الحرث فقد تكَنَّفَه هؤلاء الطلحات كما ترى وقبره بسِجِسْتانَ؛ وفيه يقول ابن قَيس الرُّقَيَّاتِ:

  رَحِمَ الله أَعْظُماً دَفَنُوها ... بسِجِسْتانَ: طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ

  ابن الأَثير قال: وفي بعض الحديث ذكر طلحة الطَّلحات، قال: هو رجل من خُزاعة اسمه طلحة ابن عبيد الله بن خلف، قال: وهو غير طلحة بن عبيد الله التَّيْمِيّ الصحابيّ، قيل: إِنه جمع بين مائة عربي وعربية بالمَهْر والعطاء الواسعين فولد لكل واحد منهم ولد فسمي طلحة فأُضيف إِليهم.

  قال ابن بري: ومن الطَّلَحات طلة بن عبيد الله بن عوف الزُّهْرِيّ وقبره بالمدينة، ومنهم طلحة بن عمر بن عبيد الله بن مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ، ويقال له طلحة الجُودِ، ومنهم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر الصدّيق، رضي الله تعالى عنه، ويقال له طلحة الدراهم؛ ومدح سَحْبانُ وائلٍ الباهليُّ طلحةَ الطَّلَحاتِ، فقال:

  يا طَلْحُ، أَكرمَ من مَشَى ... حَسَباً، وأَعْطاهُمْ لِتالِدْ

  منكَ العَطاءُ، فأَعْطِنِي ... وعليَّ مَدْحُك في المَشاهِدْ

  فقال له طلحة: احْتَكِمْ، فقال: بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ وغُلامَكَ الخَبَّازَ وقَصْرَك الذي بمكان⁣(⁣٢) كذا وعشرة آلاف درهم؛ فقال طلحة: أفٍّ لك سأَلتني على قدرك لم تسأَلني على قدري، لو سأَلتني كل عبد وكل دابة وكل قصر لي لأَعطيتك، وأَما طلحة بن عبيد الله بن عثمان من الصحابة فتَيْمِيٌّ؛


(١) قوله [وقد طلحت طلحاً] كفرح فرحاً وزاد في القاموس كعنى أَيضاً.

(٢) قوله [وقصرك الذي بمكان الخ] عبارة شرح القاموس: وقصرك الذي بزرنج، إِلى أَن قال: وإِنما سألتني على قدرك وقدر قبيلتك باهلة. والله لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأَعطيتكه. ثم أمر له بما سأل، وقال: والله ما رأيت مسألة محتكم ألأَم منها.