لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 565 - الجزء 2

  قلح: القَلَحُ والقُلاحُ: صُفْرة تعلو الأَسنانَ في الناس وغيرهم؛ وقيل: هو أَن تكثر الصُّفْرة على الأَسنان وتَغْلُظَ ثم تَسْوَدَّ أَو تخضَرّ؛ الأَزهري: وهو اللُّطاخُ الذي يَلْزَقُ بالثغر؛ وقد قَلِحَ قَلَحاً، فهو قَلِحٌ وأَقْلَحُ، والمرأَةُ قَلْحاء وقَلِحَة، وجمعها قُلْحٌ؛ قال الأَعشى:

  قد بَنَى اللُّؤْمُ عليهم بَيْتَه ... وفَشَا فيهم، مع اللُّؤْم، القَلَحْ

  قال: ويُسَمَّى الجُعَلُ أَقْلَح؛ وقال ابن سيده: الأَقْلَح الجُعَل لقَذَرٍ في فيه، صفة غالبة؛ وفي حديث النبي، ، أَنه قال لأَصحابه: ما لي أَراكم تدخلون عليَّ قُلْحاً؟ قال أَبو عبيد: القَلَحُ صُفْرة في الأَسنان ووسخ يركبها من طول ترك السواك.

  وقال شمر: الحَبْرُ صُفْرة في الأَسنان فإِذا كَبُرَتْ وغَلُظَتْ واسودّت واخضرّت، فهو القَلَح؛ والرجل أَقْلَح، والجمع قُلْحٌ، من قولهم للمُتَوَسِّخ الثيابِ قِلْح، وهو حَثٌّ على استعمال السواك.

  وفي حديث كعب: المرأَةُ إِذا غاب زوجها تَقَلَّحَتْ أَي توسخت ثيابُها ولم تتعهد نفسها وثيابها بالتنظيف، ويروى بالفاء، وهو مذكور في موضعه.

  وقَلَّحَ الرجلَ والبعير: عالج قَلَحَهما؛ وفي المثل: عَوْدٌ يُقَلَّح أَي تنقى أَسنانه.

  وهو في مذهبه مثل مَرَّضْتُ الرجلَ إِذا قمت عليه في مرضه.

  وقرّدْت البعير: نَزَعْتَ عنه قُراده، وطَنَّيْتُه إِذا عالجته من طَناه.

  ورجل مُقَلَّح: مُذَلَّل مجرَّب.

  وفي النوادر: تَقَلَّح فلانٌ البلادَ تَقَلُّحاً وتَرَقَّعَها؛ فالتَّرَقُّع في الخِصْب، والتَّقَلُّحُ في الجَدْب.

  قلفح: ابن دريد: قَلْفَحَ ما في الإِناء إِذا شربه أَجْمَع.

  قمح: القَمْحُ: البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل؛ وقيل: من لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز؛ وقد أَقمَح السُّنْبُل.

  الأَزهري: إِذا جرى الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَمْحُ في السنبل، وقد أَقْمَح البُرُّ.

  قال الأَزهري: وقد أَنْضَجَ ونَضِج.

  والقَمْحُ: لغة شامية، وأَهل الحجاز قد تكلموا بها.

  وفي الحديث: فَرَضَ رسولُ الله، ، زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ؛ البُرُّ والقَمْحُ: هما الحنطة، وأَو للشك من الراوي لا للتخيير، وقد تكرَّر ذكر القمح في الحديث.

  والقَمِيحةُ: الجوارِشُ.

  والقمْحُ مصدر قَمِحْتُ السويقَ.

  وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه: سَفَّه.

  واقْتَمَحه أَيضاً: أَحذه في راحته فَلَطَعه.

  والاقتماحُ: أَخذ الشيء في راحتك ثم تَقْتَمِحه في فيك، والاسم القُمْحة كاللُّقْمة.

  والقُمْحةُ: ما ملأَ فمك من الماء.

  والقَمِيحة: السَّفوفُ من السويق وغيره.

  والقُمْحةُ والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ: الذَّرِيرة؛ وقيل: الزعفران؛ وقيل: الوَرْسُ؛ وقيل: زَبَدُ الخمر؛ وقيل: طِيبٌ؛ قال النابغة:

  إِذا قُضَّتْ خواتِمُه، عَلاه ... يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ

  يقول: إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة؛ قال أَبو حنيفة: لا أَعلم أَحداً من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غير النابغة؛ قال: وكان النابغة يأْتي المدينة ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم، وكانت بالمدينة جماعة الشعراء؛ قال: وهذه رواية البصريين، ورواه غيرهم [علاه يبيس القُمُّحان].

  وتَقَمَّحَ الشرابَ: كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له