لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 598 - الجزء 2

  كان له أَب فامسحوا من مُقَدَّمه إِلى قفاه؛ وقال: قال أَبو موسى هكذا وجدته مكتوباً، قال: ولا أَعرف الحديث ولا معناه.

  ولي حديث خيبر: فخرجوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم؛ المَساحِي: جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد، والميم زائدة، لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة، والله أَعلم.

  مصح: مَصَحَ الكِتابُ يَمْصَحُ مُصُوحاً: دَرَسَ أَو قارب ذلك.

  ومَصَحَتِ الدارُ: عَفَتْ.

  والدارُ تَمْصَحُ أَي تَدْرُسُ؛ قال الطِّرِمَّاحُ:

  قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَه ... وهل هي، إِن سُئِلَتْ، بائحه؟

  ومَصَحَ الثوبُ: أَخْلَقَ ودَرَسَ.

  ومَصَحَ الضَّرْعُ يَمْصَحُ مُصُوحاً: غَرَزَ وذهب لبنه.

  ومَصَحَ لبنُ الناقة، وَلَّى وذهب.

  ومَصَحَ بالشيء يَمْصَحُ مَصْحاً ومُصُوحاً: ذهب؛ قال ذو الرمة:

  والهَجْرُ بالآل يَمْصَح

  ومَصَعَ لبنُ الناقة ومَصَحَ إِذا ولَّى مُصُوحاً ومُصُوعاً.

  ومَصَحَ الشيء مُصُوحاً: ذهب وانقطع؛ وقال:

  قد كادَ من طُولِ البِلى أَن يَمْصَحا

  وقال الجوهري أَيضاً: مَصَحْتُ بالشيء ذهبت به؛ قال ابن بري: هذا يدل على غلط النضر بن شميل في قوله مَصَحَ الله ما بك، بالصاد، ووجه غلطه أَن مَصَح بمعنى ذهب لا يتعدّى إِلا بالباء أَو بالهمزة، فيقال: مَصَحْتُ به أَو أَمْصَحْتُه بمعنى أَذهبته، قال: والصواب في ذلك ما رواه الهَرَوِيُّ في الغريبين، قال يقال: مَسَحَ الله ما بك، بالسين، أَي غسلك وطهرك من الذنوب، ولو كان بالصاد لقالَ: مَصَح الله بما بك أَو أَمْصَحَ الله ما بك.

  قال ابن سيده: ومَصَحَ الله بك مَصْحاً ومَصَّحَه: أَذهبه.

  ومَصَحَ النباتُ: ولَّى لَوْنُ زَهْرِه.

  ومَصَحَ الزهرُ يَمْصَحُ مُصوحاً: ولَّى لونه، عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

  يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفارِسِيِّ، كأَنه ... زَهْرٌ تَتابَع لَوْنُه، لم يَمْصَحِ

  ومَصَحَ النَّدى يَمْصَحُ مُصُوحاً: رَسَخَ في الثَّرى.

  ومَصَح الثَّرَى مُصُوحاً إِذا رَسَخَ في الأَرض.

  ومَصَحت أَشاعِرُ الفرس إِذا رَسَخَت أُصولها؛ وقول الشاعر:

  عَبْل الشَّوى ماصِحَة أَشاعِرُه

  معناه رَسَخَتْ أُصُولُ الأَشاعر حتى أَمِنَتْ أَن تنتتف أَو تَنْحَصَّ.

  والأَمْصَحُ الظلّ: الناقص⁣(⁣١).

  ومَصَحَ الظلُّ مُصوحاً: قَصُر.

  ومَصَحَ في الأَرض مَصْحاً: ذهَب؛ قال ابن سيده: والسين لغة.

  مضح: يقال: مَضَحَ الرجلُ عِرْض فلان أَو عرض أَخيه يَمْضَحه مَضْحاً وأَمْضَحه إِذا شانَه وعابه؛ قال الفرزدق:

  وأَمْضَحْتَ عِرْضِي في الحياة، وشِنْتَني ... وأَوْقَدْتَ لي ناراً بكلّ مكانِ

  قال ابن بري: صواب إِنشاده: وأَمْضَحْتِ، بكسر التاء، لأَنه يخاطب النَّوارَ امرأَته؛ وقبله:

  ولو سُئلتْ عَنِّي النَّوارُ ورَهْطُها ... إِذاً لم تُوارِ الناجذَ الشَّفَتان

  لَعَمْري، لقد رَقَقْتِني قبلَ رِقَّتِي ... وأَشْعَلْتِ فِيَّ الشَّيْبَ قبلَ أَوان

  قال الأَزهري: وأَنشدنا أَبو عمرو في مَضَح لبكر بن


(١) قوله [والأَمصح الظل الناقص الخ] وبابه فرح ومنع كما صرح به القاموس.