لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 597 - الجزء 2

  عليكم من هذا الفَجِّ رجلٌ من خير ذي يَمَنٍ عليه مَسْحةُ مُلْك؛ فطلع جرير بن عبد الله.

  يقال: على وجهه مَسْحَة مُلْك ومَسْحةُ جَمال أَي أَثر ظاهر منه.

  قال شمر: العرب تقول هذا رجل عليه مَسْحةُ جَمال ومَسْحة عِتْقٍ وكَرَم، ولا يقال ذلك إِلا في المدح؛ قال: ولا يقال عليه مَسْحةُ قُبْح.

  وقد مُسِح بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً؛ قال الكميت:

  خَوادِمُ أَكْفاءٌ عليهنَّ مَسْحَةٌ ... من العِتْقِ، أَبداها بَنانٌ ومَحْجِرُ

  وقال الأَخطل يمدح رجلاً من ولد العباس كان يقال له المُذْهَبُ:

  لَذٌّ، تَقَيَّلَه النعيمُ، كأَنَّما ... مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ

  الأَزهري: العرب تقول به مَسْحَة من هُزال وبه مَسْحَة من سِمَنٍ وجَمال.

  والشيءُ المَمْسوحُ: القبيح المَشؤُوم المُغَيَّر عن خلقته.

  الأَزهري: ومَسَحْتُ الناقةَ ومَسَّحْتُها أَي هَزَلْتُها وأَدْبَرْتُها.

  والمَسِيحُ: المِنْديلُ الأَخْشَنُ.

  والمَسيح: الذِّراع.

  والمَسِيحُ والمَسِيحةُ: القِطْعَةُ من الفضةِ.

  والدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِيحٌ.

  ويقال: امْتَسَحْتُ السيفَ من غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه؛ وقال سَلَمة بن الخُرْشُبِ يصف فرساً:

  تَعادَى، من قوائِمها، ثَلاثٌ ... بتَحْجِيلٍ، وواحِدةٌ بَهِيمُ

  كأَنَّ مَسيحَتَيْ وَرِقٍ عليها ... نَمَتْ قُرْطَيْهما أُذُنٌ خَديمُ

  قال ابن السكيت: يقول كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِيحةَ فِضَّةٍ من حُسْن لَوْنها وبَريقِها، قال: وقوله نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتِ القُرْطَيْنِ اللذين من المَسيحَتَين أَي رفعتهما، وأَراد أَن الفضة مما يُتَّخَذُ للحَلْيِ وذلك أَصْفَى لها.

  وأُذُنٌ خَديمٌ أَي مثقوبة؛ وأَنشد لعبد الله ابن سلمة في مثله:

  تَعْلى عليه مَسائحٌ من فِضَّةٍ ... وتَرى حَبابَ الماءِ غيرَ يَبِيسِ

  أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه وقِصَرَها؛ يقول: إِذا عَرِقَ فهو هكذا وتَرى الماءَ أَوَّلَ ما يبدو من عَرَقه.

  والمَسيح: العَرَقُ؛ قال لبيد:

  فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ

  الأَزهري: سمي العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ؛ قال الراجز:

  يا رَيَّها، وقد بَدا مَسِيحي ... وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَّضِيحِ

  والأَمْسَحُ: الذئب الأَزَلُّ.

  والأَمْسَحُ: الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا تكون عينه بِلَّوْرَةً.

  والأَمْسَحُ: السَّيَّارُ في سِياحتِه.

  والأَمْسَحُ: الكذاب.

  وفي حديث أَبي بكر: أَغِرْ عليهم غارَةً مَسْحاءَ؛ هو فَعْلاء من مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفيفاً لا يقيم فيه عندهم.

  أَبو سعيد في بعض الأَخبار: نَرْجُو النَّصْرَ على من خالَفَنا ومَسْحَةَ النِّقْمةِ على من سَعَى؛ مَسْحَتُها: آيَتُها وحِلْيَتُها؛ وقيل: معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ.

  وفي الحديث: تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ؛ أَراد به التيمم، وقيل: أَراد مباشرة ترابها بالجِباه في السجود من غير حائل، ويكون هذا أَمر تأْديب واستحباب لا وجوب.

  وفي حديث ابن عباس: إِذا كان الغلام يتيماً فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه، وإِذا