لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 604 - الجزء 2

  يعني بفارس المَلْحاءِ ما على السَّنام من الشحم.

  التهذيب: والمَلْحاءُ وَسَط الظهر بين الكاهل والعجز، وهي من البعير ما تحت السَّنام، قال: وفي المَلْحاءِ سِتّ مَحالاتٍ والجمع مَلْحاوات.

  الفرّاء: المَلِيحُ الحليم والراسِبُ والمِرَبُّ الحليم.

  ابن الأَعرابي: المِلاحُ المِخْلاة.

  وجاء في الحديث: أَن المختار لما قتل عمر بن سعد جعل رأْسه في مِلاح وعَلَّقه؛ المِلاحُ: المِخْلاة بلغى هذيل؛ وقيل: هو سِنانُ الرمح، قال: والمِلاحُ السُّترة.

  والمِلاحُ: الرمح.

  والمِلاحُ: أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بعد الشَّمال.

  ويقال: أَصبنا مُلْحةً من الربيع أَي شيئاً يسيراً منه.

  وأَصاب المالُ مُلْحَةً من الربيع: لم يستمكن منه فنال منه شيئاً يسيراً.

  والمِلْحُ: السِّمَنُ القليل.

  وأَمْلَحَ البعيرُ إِذا حمل الشحم، ومُلِح، فهو مَمْلوحٌ إِذا سمن.

  ويقال: كان ربيعنا مَمْلوحاً، وكذلك إِذا أَلْبَنَ القومُ وأَسْمَنُوا.

  ومُلِّحَت الناقة، فهي مُمَلَّحٌ: سمنَت قليلًا؛ ومنه قول عروة بن الورد:

  أَقَمْنا بها حِيناً، وأَكثرُ زادِنا ... بقيةُ لَحْمٍ من جَزُورٍ مُمَلَّحِ

  وجَزُورٌ مُمَلَّحٌ: فيها بقية من سمن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَهَّرَةً ... في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَيْنِ تَمْلِيحُ

  أَي سِمَنٌ؛ يقول: لا شحم لها إِلا في عينها وسُلاماها؛ كما قال:

  ما دام مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْن

  قال: أَول ما يبدأُ السِّمَنُ في اللسان والكَرِش، وآخر ما يبقى في السُّلامَى والعين.

  وتَمَلَّحتِ الإِبلُ: كَمَلَّحَتْ، وقيل: هو مقلوب عن تَحَلَّمَتْ أَي سمنت، وهو قول ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: ولا أُرى للقلب هنا وجهاً، قال: وأُرى مَلَحتِ الناقةُ، بالتخفيف، لغة في مَلَّحتْ.

  وتَمَلَّحَت الضِّبابُ: كَتَحَلَّمت أَي سمنت.

  ومَلَّحَ القِدْرَ: جعل فيها شيئاً من شحم.

  التهذيب عن أَبي عمرو: أَمْلَحْتُ القِدْرَ، بالأَلف، إِذا جعلت فيها شيئاً من شحم.

  وروي عن ابن عباس أَنه قال: قال رسول الله، : الصادقُ يُعْطى ثلاثَ خصال: المُلْحَةَ والمَهابةَ والمحبةَ؛ الملحة، بالضم: البركة.

  يقال: كان ربيعنا مَمْلُوحاً فيه أَي مُخْصِباً مباركاً، وهي من مَلَّحَتِ الماشيةُ إِذا ظهر فيها السِّمَنُ من الربيع، والمِلْحُ: البركة؛ يقال: لا يُبارِك الله فيه ولا يُمَلِّحُ، قاله ابن الأَنباري.

  وقال ابن بُزُزْجٍ: مَلَحَ الله فيه فهو مَمْلوحٌ فيه أَي مبارك له في عيشه وماله؛ قال أَبو منصور: أَراد بالمُلْحة البركة.

  وإِذا دُعِيَ عليه قيل: لا مَلَّحَ الله فيه ولا بارك فيه وقال ابن سيده في قوله: الصادق يُعْطى المُلْحةَ، قال: أُراه من قولهم تَمَلَّحَتِ الإِبلُ سمنت فكأَنه يريد الفضل والزياجة.

  وفي حديث عمرو ابن حُرَيْثٍ⁣(⁣١): عَناقٌ قد أُجيدَ تَمْلِيحُها وأُحْكِمَ نُضْجُها؛ ابن الأَثير: التمليح ههنا السَّمْطُ، وهو أَخذ شعرها وصوفها بالماء؛ وقيل: تمليحها تسمينها من الجزور المُمَلَّح وهو السمين؛ ومنه حديث الحسن: ذكرت له التوراة فقال: أَتريدون أَن يكون جلدي


(١) قوله [وفي حديث عمرو بن حريث الخ] صدره كما بهامش النهاية، قال عبد الملك لعمرو بن حريث: أي الطعام أَكلت أحب إليك؟ قال: عناق قد أجيد الخ.