لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 603 - الجزء 2

  حتى اكتَسَى الشيبُ قِناعاً أَشْهَبا ... أَمْلَح لا لَذًّا ولا مُحَبَّبا

  وقيل: هو الذي بياضه غالب لسواده وبه فسر بعضهم هذا البيت.

  والمُلْحة والمَلَحُ: في جميع شعر الجسد من الإِنسان وكلِّ شيء بياضٌ يعلو السواد.

  والمُلْحة: أَشدُّ الزَّرَق حتى يَضْرِب إِلى البياض؛ وقد مَلِح مَلَحاً وامْلَحَّ وأَمْلَح؛ الأَزهري: الزُّرْقَةُ إِذا اشتدّت حتى تضرب إِلى البياض قيل: هو أَمْلَحُ العين، ومنه كتيبة مَلْحاءُ؛ وقال حَسانُ بن ربيعة الطائي:

  وإِنا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حتى ... تُوَالِّي، والسُّيُوفُ لنا شُهودُ

  قال ابن بري: المشهور من الرواية: وأَنا نضرب الملحاء، بفتح الهمزة؛ وقبله:

  لقد عَلِمَ القبائلُ أَن قومي ... ذَوو حَدٍّ، إِذا لُبِسَ الحَديدُ

  قال: ومعنى قوله حتى تولي أَي حتى تفرّ مولية يعني كتيبة أَعدائه، وجعل تفليل السيوف شاهداً على مقارعة الكتائب ويروى: لها شهود، فمن روى لنا شهود فإِنه جعل فُلولَها شُهوداً لهم بالمقارعة، ومن روى لها أَراد أَن السيوف شهود على مقارعتها، وذلك تفليلها.

  ومَلْحانُ: جُمادَى الآخرة؛ سمي بذلك لابيضاضه بالثلج؛ قال الكميت:

  إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ جُمْراً جُنُوبُها ... لِشَيْبانَ أَو مَلْحانَ، واليومُ أَشْهَبُ

  شِيبْانُ: جُمادَى الأُولى وقيل: كانون الأَول.

  ومَلْحانُ: كانون الثاني، سمي بذلك لبياض الثلج.

  الأَزهري: عمرو بن أَبي عمرو: شِيبانُ، بكسر الشين، ومِلْحان من الأَيام إِذا ابيضت الأَرض من الجَلِيتِ والصَّقِيعِ.

  الجوهري: يقال لبعض شهور الشتاء مِلْحانُ لبياض ثلجه.

  والمُلَّاحِيُّ، بالضم وتشديد اللام: ضرب من العنب أَبيض في حبه طول، وهو من المُلْحة؛ وقال أَبو قيس ابنُ الأَسْلَت:

  وقد لاحَ في الصبحِ الثرَيَّا كما ترى ... كعُنْقودِ مُلَّاحِيَّةٍ، حين نَوَّرا

  ابن سيده: عنب مُلاحِيٌّ أَبيض؛ قال الشاعر:

  ومن تَعاجيبِ خَلْقِ الله غاطِيَةٌ ... يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ

  قال: وحكى أَبو حنيفة مُلَّاحِيّ، وهي قليلة.

  وقال مرة: إِنما نسبه إِلى المُلَّاحِ، وإِنما المُلَّاحُ في الطَّعْم، والمُلاحِيُّ من الأَراك الذي فيه بياض وشُهْبة وحُمْرة؛ وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقيْلِيّ:

  فما أُمُّ أَحْوَى الطُّرَّتَيْنِ خَلا لَها ... بقُرَّى، مُلاحِيٌّ من المَرْدِ ناطِفُ

  والمُلاحِيُّ: تِينٌ صِغار أَمْلَحُ صادق الحلاوة ويُزَبَّبُ.

  وامْلاحَّ النخلُ: تلوَّن بُسْرُه بحمرة وصفرة.

  وشجرةٌ مَلْحاء: سقط ورقها وبقيت عيدانها خُضْراً.

  والمَلْحاء من البعير: الفِقَرُ التي عليها السَّنامُ؛ ويقال: هي ما بين السَّنامِ إِلى العَجُز؛ وقيل: المَلْحاء لَحْمُ مُسْتَبْطِنِ الصُّلْبِ من الكاهل إِلى العجز؛ قال العجاج:

  موصولة المَلْحاءِ في مُسْتَعْظمِ ... وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ

  والمَلْحاءُ: ما انْحَدَرَ عن الكاهل إِلى الصلب؛ وقوله:

  رَفَعُوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا ... لا يبالونَ فارسَ المَلْحاءِ