لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 23 - الجزء 3

  زيخ: زَاخَ يَزيِخُ زَيْخاً وزَيَخاناً: جار؛ قال شمر: زاح وزاخ، بالحاء والخاء، بمعنى.

  وحكي عن أَعرابي من قيس أَنه قال: حَمَلُوا عليهم فأَزاخُوهم عن موضعهم أَي نَحَّوْهم؛ قال ويروى بيت لبيد:

  لو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه ... زاخَ عن مِثْلِ مَقامي وزَحَل

  قال أَبو الهيثم: زاح، بالحاء، أَي ذهب، وزاحت علته، وأَما زاخ، بالخاء، فهو بمعنى جار لا غير.

فصل السين المهملة

  سبخ: التَّسْبِيخُ: التخفيف، وفي الدعاء: سَبَّخَ الله عنك الشِّدّة.

  وفي الحديث عن النبي، ، أَن سارقاً سرق من بيت عائشة، ^، شيئاً فدعت عليه فقال لها النبي، : لا تُسَبِّخِي عنه بدعائك عليه؛ أَي لا تُخَفِّفي عنه إِثمه الذي استحقه بالسرقة بدعائك عليه؛ يريد أَن السارق إِذا دعا عليه المسروق منه خفف ذلك عنه؛ قال الشاعر:

  فَسَبِّخْ عليك الهَمَّ، واعلم بأَنه ... إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ

  وهذا كما قال في الحديث الآخر: من دعا على من ظلمه فقد انتصر؛ وكذلك كل من خُفِّفَ عنه شيء فقد سُبِّخَ عنه.

  ويقال: اللهم سَبِّخْ عني الحُمَّى أَي خَفِّفْها وسُلَّها، ولهذا قيل لِقطَعِ القُطْن إِذا نَدِفَ: سَبائخ؛ ومنه قول الأَخطل يذكر الكلاب:

  فأَرْسَلُوهُنَّ بُذْرِينَ الترابَ، كما ... يُذْرِي سبَائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ

  ويقال: سَبِّخْ عنا الأَذَى يعني اكْشِفْه وخففه.

  والتسبيح أَيضاً: التسكين والسكونُ جميعاً.

  قال بعض العرب: الحمد لله على نوم الليل وتسبيح العروق؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  لما رَمَوْا بي والنَّقانِيقُ تَكِشْ ... في قَعْرِ خَرْقاءَ لها جَوْبٌ عَطِشْ،

  سَبَّخْتُ والماءُ بِعطْفَيْها يَنِشْ

  ابن الأَعرابي: سمعت أَعرابيّاً يقول: الحمد لله على تسبيح العروق وإِساغة الريق، بمعنى سكون العروق من ضَربَانِ أَلم فيها.

  والسَّبْخُ والتَّسْبِيخُ: النوم الشديد؛ وقيل: هو رُقادُ كل ساعة.

  وسَبَّخْتُ أَي نمت.

  وفي التنزيل: إِن لك في النهار سَبْخاً طويلًا، قرأَ بها يحيى بن يَعْمُرَ وقيل: معناه فَراغاً طويلًا.

  الفراء: هو من تَسْبيخ القطن وهو توسعته وتنفيشه.

  يقال: سَبِّخِي قُطْنك أَي نَفِّشِيه ووَسِّعيه.

  ابن الأَعرابي: من قرأَ سَبْحاً، فمعناه اضطراباً ومعَاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان والنوم.

  أَبو عمرو: السَّبْخُ النوم والفراع.

  الزجاج: السَّبْحُ والسَّبْخ قريبان من السَّواء.

  وتَسَبَّخَ الحَرُّ والغَضبُ وسَبَخَ: سكن وفتر، وفي حديث علي، ¥: أَمْهِلْنا يُسَبَّخْ عنا الحَرُّ أَي يَخِفُّ.

  والسَّبِيخة: القُطْنة؛ وقيل: هي القطعة من القطن تُعَرَّضُ ليوضع فيها دواء وتُوضَعَ فوق جُرْحٍ؛ وقيل: هي القطن المنفوش المَنْدُوفُ وجمعها سَبائخ وسَبِيخٌ؛ وأَنشد:

  سَبَائخُ من بُرْسٍ وطُوطٍ وبَيْلَمٍ ... وقُنْفُعَةٌ فيها أَلِيلُ وَحِيحِها

  البُرْسُ: القطنُ.

  والطُّوطُ: قطنُ البَرْدِيّ.

  والبَيْلَمُ: قطن القصب.

  والقُنْفُعَة: القُنْفُذة.

  والوحيح: ضرب من الوَحْوَحة.