لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 62 - الجزء 3

  وعين نضَّاخة: تَجيش بالماء. وفي التنزيل: فيهما عينان نضَّاختان أَي فوُارتان.

  التهذيب: والنَّضْخ من فور الماء من العين والجيشان، ينضَخان بكل خير؛ وفي قصيد كعب:

  مِن كُل نضَّاخة الذِّفْرَى إِذا عَرِقَتْ

  يقال: عين نضاخة أَي كثيرة الماء فوارة؛ أَراد أَن ذِفْرَى الناقة كثير النضخ بالعرق.

  وانضَجَّ الماءُ وانضاخ: انْصَبَّ؛ وقال ابن الزبير: إن الموت تغشَّاكم سحابه، فهو مُنضاخ عليكم بوابل البلايا؛ قال: حكاه الهروي في الغريبين.

  والنَّضْخ: الرَّدْع واللَّطْخ يبقى في الجسد أَو الثوب من الطيب ونحوه.

  والنَّضْخُ: كاللَّطْخ مما يبقى له أَثر؛ ونضخ ثوبه بالطيب.

  أَبو عمرو: النَّضْخ ما كان من الدم والزعفران والطين وما أَشبهه، والنضخ بالماء وبكل ما رقَّ مثل الخل وما أَشبهه؛ وأَنشد أَبو عبيدة لجرير:

  ثِيابُكُمُ ونَضْخ دمِ القتيل

  أَبو عثمان التوزي: النضخ: الأَثر يبقى في الثوب وغيره، والنَّضْحُ، بالحاء غير معجمة، الفعل.

  وفي الحديث: ينضَخ البحرُ ساحِلَه؛ النَّضْخ: قريب من النضح وقد اختلف في أَيهما أَكثر، والأَكثر أَنه بالمعجمة أَقل من المهملة؛ وقيل: هو بالمعجمة الأَثر يبقى في الثوب والجسد، وبالمهملة الفعل نفسه؛ وقيل: هو بالمعجمة ما فعل تعمداً، وبالمهملة من غير تعمد؛ وفي حديث النخعي: لم يكن يرى بنَضْخ البول بأْساً يعني نَشْرَه وما ترشش منه، ذكره الهروي بالخاء المعجمة والنِّضاخ: المُناضَخَةُ.

  ونضَخْناهُم بالنبل: لغة في نضَحْناهم إِذا فرّقوها فيهم.

  وانْتَضَخَ الماءُ: ترشَّشَ.

  أَبو زيد: النَّضْخ الرش مثل النَّضْحِ، وهما سواء، تقول: نضَخْت أَنْضَخ، بالفتح؛ قال الشاعر:

  به من نَضاخ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه ... نُقاعَةُ حِنَّاءٍ بماء الصَّنَوْبَرِ

  وقال القطامي:

  وإِذا تَضَيَّفُني الهُمومُ، قَرَيْتُها ... سُرُحَ اليَدَيْن تُخالسُ الخَطَرانا

  حرَجاً كأَنَّ من الكُحَيلِ صُبابَةً ... نُضخَتْ مَغابنُها بِها نَضَخَانَا

  وفي الحديث: المدينة كالكير تَنْفي خَبَثَها ويَنْضَخُ طِيبُها، بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة، من النَّضْخ، وهو رش الماء.

  وغَيثٌ نضّاخ: غزير؛ وقال جِران العَوْد:

  ومِنْه على قَصْرَيْ عُمانَ سَخيفَةٌ ... وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثَانين واسعُ

  السخيفة: المطرة الشديدة.

  وعُثْنونَ المَطر: أَوله.

  والنَّضْخَة: المَطرة.

  يقال: وقعت نضْخة بالأَرض أَي مطرة؛ وأَنشد أَبو عمرو:

  لا يَفْرَحُون إِذا ما نَضْخَةٌ وقَعَتْ ... وهُمْ كرامٌ إِذا اشْتَدَّ المَلازيبُ

  جمعِ ملْزابٍ، وهي الشدّة؛ وأَنشد أَيضاً:

  فقلتُ: لعلَّ الله يُرْسِلُ نَضْخَةً ... فَيُضْحِي كِلانا قَائِماً يَتَذَمَّرُ

  وأَكثر ما ورد في هذا الباب بالحاء والخاء المعجمة، وقد تقدّم ذكر نضح في بابه مستوفى.

  نفخ: النَّفْخ: معروف، نَفَخ فيه فانْتَفَخ.

  ابن سيده: نَفَخ بفمه يَنْفُخ نَفْخاً إِذا أَخرج منه الريح يكون ذلك في الاستراحة والمعالجة ونحوهما؛ وفي الخَبر: فإِذا هو مُغْتاظٌ يَنْفُخُ؛ ونَفخ النارَ وغيرها ينفُخها