لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 63 - الجزء 3

  نَفْخاً ونَفِيخاً.

  والنَّفيخُ: الموكل بنَفْخ النار؛ قال الشاعر:

  في الصبْح يَحْكي لَوْنَه زَخِيخُ ... مِنْ شُعْلَةٍ، ساعَدَها النَّفيخُ

  قال: صار الذي ينفُخ نَفيخاً مثل الجليس ونحوه لأَنه لا يزال يتعهدُه بالنفخ.

  والمنفاخ: كير الحدّاد.

  والمِنْفاخ: الذي يُنْفَخ به في النار وغيرها.

  وما بالدَّارِ نافخُ ضَرْمَةٍ أَي ما بها أَحد.

  وفي حديث علي، رضوان الله عليه: ودَّ معاوية أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرْمَةٍ أَي أَحد لأَن النار ينفخها الصغير والكبير والذكر والأُنثى؛ وقول أبي النجم:

  إِذا نَطَحْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا ... سَمِعْت لِلمَرْوِ به ضَبِيحا،

  يَنْفَحْنَ مِنْه لَهَباً مَنْفُوحا

  إنما أَراد منفوخاً فأَبدل الحاء مكان الخاء، وذلك لأَن هذه القصيدة حائية وأَوّلها:

  يا ناقُ، سِيري عَنَقاً فَسيحا ... إِلى سُلَيْمَانَ، فَنَسْتَرِيحا

  وفي الحديث: أَنه نهى عن النَّفْخِ في الشراب؛ إِنما هو من أَجل ما يخاف أَن يبدُرَ من ريقه فيقع فيه فربما شرب بعده غيره فيتأَذى به.

  وفي الحديث: رأَيت كأَنه وُضع في يَديَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحي إِليّ أَنِ انْفُخْهُما أَي ارْمهما وأَلقهما كما تنفُخ الشيءَ إِذا دفعته عنك، وإِن كانت بالحاء المهملة، فهو من نفحت الشيء إِذا رَمَيته؛ ونفَحَت الدابةُ إِذا رَمَحَتْ بِرِجلها.

  ويروي حديث المستضعفين: فَنَفَخَت بهم الطريق، بالخاء المعجمة، أَي رمت بهم بغتة مِنْ نَفَخَت الريح إِذا جاءَت بغتة.

  وفي حديث عائشة: السُّعوط مكانَ النفخ؛ كانوا إِذا اشتكى أَحدهم حَلْقَه نَفَخوا فيه فجعلوا السعوط مكانَه.

  ونفَخ الإِنسانُ في اليراع وغيره.

  والنفْخة: نفخةُ يومِ القيامة.

  وفي التنزيل: فإِذا نُفخ في الصور.

  وفي التنزيل: فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله.

  ويقال: نُفخ الصورُ ونُفخ فيه، قاله الفراء وغيره؛ وقيل: نفخه لغة في نفخ فيه، قال الشاعر:

  لولا ابنُ جَعْدَةَ لم يُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُمْ ... ولا خُراسانُ، حتى يُنْفَخَ الصُورُ⁣(⁣١)

  وقول القطامي:

  أَلم يُخْزِ التفَرُّقُ جُنْدَ كِسْرَى ... ونُفْخوا في مدائِنهمْ فَطاروا

  أَراد: ونفخوا فخفف.

  ونَفخ بها: ضَرَط؛ قال أَبو حنيفة: النفْخة الرائحة الخفيفة اليسيرة، والنفخة: الرائحة الكثيرة؛ قال ابن سيده: ولم أَر أَحداً وصف الرائحة بالكثرة ولا القلة غير أَبي حنيفة.

  قال: وقال أَبو عمرو بن العلاء دخلت محراباً من محاريب الجاهلية فنَفَخ المسكُ في وجهي.

  والنفْخة والنُّفَّاخ: الورَم.

  وبالدابة نَفَخٌ: وهو ريح تَرِمُ منه أَرساغُها فإِذا مَشَت انْفَشَّت.

  والنُّفْخة: داء يصيب الفرس تَرِمُ منه خُصْياه؛ نفخ نَفَخاً، وهو أَنْفَخُ.

  ورجل أَنفخ بيّن النفْخ: للذي في خُصْيَيه نَفْخ؛ التهذيب: النُّفَّاخ نفْخة الورم من داء يأْخذ حيث أَخَذَ.

  والنفْخَة: انتفاخ البَطن من طعام


(١) قوله [قهندزكم] بضم القاف والهاء والدال المهملة كذا في القاموس. وفي معجم البلدان لياقوت: قهندز بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي: وهو في الأَصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأَهل خراسان وما وراء النهر خاصة. وأكثر الرواة يسمونه قُهندز يعني بالضم الخ. ثم قال: ولا يقال في القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة، وهو في مواضع كثيرة منها سمرقند وبخارا وبلخ ومرو ونيسابور.