لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 85 - الجزء 3

  وقال:

  كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا

  شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء، وهي حجارة صلبة، وسحابة بَرِدَةٌ على النسب: ذات بَرْدٍ، ولم يقولوا بَرْداء.

  الأَزهري: أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد.

  والبَرَدُ: حبُّ الغمام، تقول منه: بَرُدَتِ الأَرض.

  وبُرِدَ القوم: أَصابهم البَرَدُ، وأَرض مبرودة كذلك.

  وقال أَبو حنيفة: شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها.

  الأَزهري: وأَما قوله ø: وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب به؛ ففيه قولان: أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ، والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً؛ ومن صلة؛ وقول الساجع:

  وصِلِّياناً بَرِدَا

  أَي ذو برودة.

  والبَرْد.

  النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها؛ وفي التنزيل العزيز: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً؛ قال العَرْجي:

  فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ ... وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا

  قال ثعلب: البرد هنا الريق، وقيل: النقاخ الماء العذب، والبرد النوم.

  الأَزهري في قوله تعالى: لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً؛ روي عن ابن عباس قال: لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، قال: وقال بعضهم لا يذوقون فيها برداً، يريد نوماً، وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه، وإِن العطشان لينام فَيَبْرُدُ بالنوم؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم:

  بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْتُ ... على مُصطلاه أَيَّ برود

  قال أَبو الهيثم: بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه.

  وبَرَدَ لي عليه من الحق كذا أَي ثبت.

  ومصطلاه: يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً؛ فاصطلى النار ليسخنه.

  وناجذاه: السنَّان اللتان تليان النابين.

  وقولهم: ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى مات.

  وأَما قولهم: لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت؛ وأَنشد:

  اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه

  قال: وأَصله من النوم والقرار.

  ويقال: بَرَدَ أَي نام؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي:

  أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا ... حُبّاً سَخَاخِينَ، وحبّاً باردا

  قال: سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي.

  وسَمُوم بارد أَي ثابت لا يزول؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

  اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه ... مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه

  وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً: مات، وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم حرارة الروح؛ وفي حديث عمر: فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات.

  وبَرَدَ السيفُ: نَبا.

  وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً: ضعف وفتر عن هزال أَو مرض.

  وأَبْرَده الشيءُ: فتَّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الأَعرابي:

  الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي ... الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي

  ابن بُزُرج: البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء، يقال: به بُرادٌ.

  وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه.

  والبَرْد: تبرِيد العين.

  والبَرود: كُحل يُبَرِّد العين: والبَرُود: كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود