لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 96 - الجزء 3

  تُزْجِي أَغَنَّ، كَأَنَّ إِبْرَةَ رَوْقِه ... قَلَمٌ، أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها

  وبَلِدَ جِلْدُه: صارت فيه أَبْلادٌ.

  أَبو عبيد: البَلَدُ الأَثَرُ بالجسد، وجمعه أَبْلادُ.

  والبُلْدَةُ والبَلْدَةُ والبَلادَةُ: ضِدُّ النَّفاذِ والذَّكاءِ والمَضاءِ في الأُمور.

  ورجلٌ بليدٌ إِذا لم يكن ذكيّاً، وقد بَلُدَ، بالضم، فهو بليد.

  وتَبَلَّدَ: تكلف البَلادَةَ؛ وقول أَبي زُبيد:

  مِن حَمِيمٍ يُنْسِي الحَياءَ جَلِيدَ ... ال قَوْمِ، حتى تَراه كالمَبْلودِ

  قال: المَبْلودُ الذي ذهب حياؤه أَو عقلُه، وهو البَليدُ، يقال للرجل يُصاب في حَمِيمه فيجزع لموته وتنسيه مصيبتُه الحياءَ حتى تراه كالذاهب العقل.

  والتَّبَلُّدُ: نقيضُ التَّجَلد، بَلُدَ بَلادَةً فهو بليد، وهو استكانة وخضوع؛ قال الشاعر:

  أَلا لا تَلُمْه اليومَ أَنْ يَتَبَلَّدا ... فقد غُلِبَ المَحْزونُ أَنْ يَتَجَلَّدا

  وتَبَلَّدَ أَي تردّد متحيراً.

  وأَبْلَدَ وتَبَلَّدَ: لحقته حَيْرَةٌ.

  والمَبْلُودُ: المتحيرُ لا فِعلَ له؛ وقال الشيباني: هو المعتوه؛ قال الأَصمعي: هو المُنْقَطَعُ به، وكل هذا راجع إِلى الحَيْرَة، وأَنشد بيت أَبي زبيد

  [حتى تراه كالمبلود]

  والمُتَبَلِّدُ: الذي يَتَرَدَّدُ متحيراً؛ وأَنشد للبيد:

  عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ ... سَبْعاً تُواماً، كامِلاً أَيَّامُها

  وقيل للمتحير: مُتَبَلِّدٌ لأَنه شبه بالذي يتحير في فلاة من الأَرض لا يهتدي فيها، وهي البَلْدَةُ.

  وكل بلد واسع: بَلْدَةٌ، قال الأَعشى يذكر الفلاة:

  وبَلْدَةٍ مِثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٍ ... للجِنِّ، بِالليلِ في حافاتِها، شُعَلُ

  وبَلَّدَ الرجلُ إِذا لم يتجه لشيء.

  وبَلَّدَ إِذا نَكَّسَ في العمل وضَعُف حتى في الجَرْيِ؛ قال الشاعر:

  جَرَى طَلَقاً حتى إِذا قُلْتُ سابِقٌ ... تَدارَكَه أَعْرَاقُ سُوءٍ فَبَلَّدَا

  والتَّبَلُّدُ: التصفيقُ.

  والتَّبَلُّدُ: التلهف؛ قال عديّ بن زيد:

  سأَكْسِبُ مالًا، أَو تَقُومَ نَوائِحٌ ... عليَّ بِلَيْلٍ، مُبْدِياتِ التَّبَلُّدِ

  وتَبَلَّد الرجلُ تَبَلُّداً إِذا نزل ببلد ليس به أَحدٌ يُلَهِّفُ نفسه.

  والمُتَبَلِّد: الساقط إِلى الأَرض؛ قال الراعي:

  ولِلدَّارِ فِيها مِنْ حَمُولَةِ أَهلِها ... عَقِيرٌ، ولِلْبَاكي بها المُتَبلِّدِ

  وكله من البَلادة.

  والبَليدُ من الإِبل: الذي لا ينشّطه تحريك.

  وأَبْلَدَ الرجلُ: صارت دوابه بليدةً؛ وقيل: أَبْلَدَ إِذا كانت دابته بَليدَةً.

  وفرس بَليدٌ إِذا تأَخر عن الخيل السوابق، وقد بَلُدَ بَلادَةً.

  وبَلَّدَ السحابُ: لم يمطر.

  وبَلَّدَ الإِنسانُ: لم يَجُدْ.

  وبَلَّدَ الفَرَسُ: لم يَسْبِق.

  ورجلٌ أَبْلَدُ: غليظ الخَلْقِ.

  ويقال للجبال إِذا تقاصرت في رأْي العين لظلمة الليل: قد بَلَّدَتْ؛ ومنه قول الشاعر:

  إِذا لم يُنازِعْ جاهِلُ القومِ ذَا النُّهَى ... وبَلَّدَتِ الأَعْلامُ بالليلِ كالأَكَمْ

  والبَلَنْدَى: العَريضُ.

  والبَلَنْدَى والمَلَنْدَى: الكثير لحم الجنبين.

  والمُبْلَنْدى من الجمال الصلب الشديد: وبَلْدٌ: اسمُ موضع؛ قال الراعي