لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 95 - الجزء 3

  عليّ، رضوان الله عليه، لرجلين جاءَا يسأَلانه: أَلْبِدَا بالأَرض حتى تفهما.

  وقال غيره: حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك ولم يُستعمل فتداعى، وقد أَبْلَدَ إِبْلَاداً؛ وقال الفرزدقُ يصف إِبلاً سقاها في حوض داثر:

  قَطَعْتُ لأُلْخِيِهنَّ أَعْضادَ مُبْلِدٍ ... يَنِشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جَوانِبُه

  أَراد: بذي الدلو المحيل الماء الذي قد تغير في الدلو.

  والمُبالَدَةُ: المبالَطَةُ بالسيوف والعِصِيِّ إِذا تجالدوا بها.

  وبَلِدوا وبَلَّدوا: لَزِموا الأَرضَ يقاتلون عليها؛ ويقال: اشْتُقَّ من بِلاد الأَرض.

  وبَلَّدَ تَبْليداً: ضرب بنفسه الأَرض.

  وأَبْلَدَ: لَصِق بالأَرض.

  والبَلْدَةُ: بَلْدةُ النحر، وهي ثُغرةُ النحر وما حولها، وقيل: وسطها، وقيل: هي الفَلْكةُ الثالثةُ من فَلْكِ زَوْرِ الفرس وهي ستة؛ وقيل: هو رحى الزَّوْرِ، وقيل: هو الصدر من الخُفِّ والحافر، قال ذو الرمة:

  أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فوق بَلْدَةٍ ... قليلٍ بها الأَصواتُ إِلَّا بُغامُها

  يقول: بركت الناقة وأَلقت صدرَها على الأَرض، وأَراد بالبَلْدَةِ الأُولى ما يقع على الأَرض من صدرها، وبالثانية الفلاة التي أَناخ ناقَته فيها، وقوله إِلا بغامها صفة للأَصوات على حدّ قوله تعالى: لو كان فيهما آلهةٌ إِلا اللَّه؛ أَي غير الله.

  والبُغامُ: صوتُ الناقة، وأَصله للظبي فاستعاره للناقة.

  الصحاح: والبَلْدَةُ الصدرُ؛ يقال: فلانٌ واسعُ البلدة أَي واسع الصدر؛ وأَنشد بيتَ ذي الرمة.

  وبَلْدَةُ الفَرَسِ: مُنْقَطَعُ الفَهْدَتين من أَسافِلِهما إِلى عَضُده؛ قال النابغةُ الجعدي:

  في مِرْفَقَيْه تَقارُبٌ، وله ... بَلْدَةُ نَحْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ

  ويُرْوَى بِرْكَةُ زَوْرٍ، وهو مذكور في موضعه.

  وهي بلدةُ بيني وبينك: يعني الفراق.

  ولقيته بِبَلْدةِ إِصْمِتَ، وهي القَفْرُ التي لا أَحدَ بها؛ وإِعراب إِصْمِتَ مذكور في موضعه.

  والأَبْلَدُ من الرجال: الذي ليس بمقرون.

  والبَلْدةُ والبُلدةُ: ما بين الحاجبين.

  والبُلْدةُ: فوق الفُلْجَةِ، وقيل: قَدْرُ البُلْجَةِ، وقيل: البَلْدَةُ والبُلْدةُ نَقاوةُ ما بين الحاجبين؛ وقيل: البَلدةُ والبُلدةُ أَن يكون الحاجبان غير مقرونين.

  ورجل أَبْلَدُ بَيِّنُ البَلَدِ أَي أَبْلَجُ وهو الذي ليس بمقرون، وقد بَلِدَ بَلَداً.

  وحكى الفارسي: تَبَلَّدَ الصبحُ كَتَبَلَّج.

  وتَبَلَّدتِ الرَّوْضةُ: نَوَّرَتْ.

  والبَلْدةُ: راحةُ الكف.

  والبَلْدةُ: من منازل القمر بين النعائم وسَعْدِ الذابح خَلاءٌ إِلا من كواكبَ صغارٍ، وقيل: لا نَجومَ فيها البتةَ؛ التهذيبُ: البَلْدَةُ في السماء موضعٌ لا نجوم فيه ليست فيه كواكبُ عظامٌ، يكون عَلَماً وهو آخر البروج، سميت بَلدةً، وهي من بُرْج القَوْس؛ الصحاحُ: البَلدةُ من منازل القمر، وهي ستة أَنجم من القوس تنزلها الشمسُ في أَقصر يوم في السنة.

  والبَلَدُ: الأَثر، والجمعُ أَبلادٌ؛ قال القطامي:

  ليست تُجَرَّحُ، فُرَّاراً، ظُهورهُمُ ... وفي النُّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبلادِ

  وقال ابن الرقاع:

  عَرَفَ الدِّيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها ... مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلى أَبْلادَها

  اعتادها: أَعاد النظر إِليها مرةً بعد أُخرى لِدُروسها حتى عرفها.

  وشمل: عمّ؛ ومما يُستحسن من هذه القصيدة قولُه في صفة أَعلى قَرْنِ ولَدِ الظبية: