لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 124 - الجزء 3

  فَوارِسُ أَبْلَوْا في جُعادة مَصْدَقاً ... وأَبْكَوْا عُيوناً بالدُّموع السَّواجِمِ

  وجُعَيْد: اسم، وقيل: هو الجعيد بالأَلف واللام فعاملوا الصفة⁣(⁣١).

  جلد: الجِلْدُ والجَلَد: المَسْك من جميع الحيوان مثل شِبْه وشَبَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، حكاها ابن السكيت عنه؛ قال: وليست بالمشهورة، والجمع أَجلاد وجُلود والجِلْدَة أَخص من الجلد؛ وأَما قول عبد مناف بن ربع الهذلي:

  إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامتا معه ... ضرباً أَليماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا

  فإِنما كسر اللام ضرورة لأَن للشاعر أَن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله؛ كما قال:

  علَّمنا إِخوانُنا بنو عَجِلْ ... شُربَ النبيذ، واعتقالاً بالرِّجِلْ

  وكان ابن الأَعرابي يرويه بالفتح ويقول: الجِلْد والجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ ومَثَلٍ وشِبْه وشَبَه؛ قال ابن السكيت: وهذا لا يُعرف، وقوله تعالى ذاكراً لأَهل النار: حين تشهد عليهم جوارحهم وقالوا لجلُودهم؛ قيل: معناه لفروجهم كنى عنها بالجُلود؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الجلود هنا مُسوكهم التي تباشر المعاصي؛ وقال الفرّاءُ: الجِلْدُ ههنا الذكر كنى الله ø عنه بالجلد كما قال ø: أَو جاءَ أَحد منكم من الغائط؛ والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أَو قضى أَحد منكم حاجته.

  والجِلْدة: الطائفة من الجِلْد.

  وأَجلاد الإِنسان وتَجالِيده: جماعة شخصه؛ وقيل: جسمه وبدنه وذلك لأَن الجلد محيط بهما؛ قال الأَسود بن يعفر:

  أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ، وغاضني ... ما نِيلَ من بَصَري، ومن أَجْلادي؟

  غاضني: نقصني.

  ويقال: فلان عظيم الأَجْلاد والتجاليد إِذا كان ضخماً قوي الأَعضاءِ والجسم، وجمع الأَجلاد أَجالد وهي الأَجسام والأَشخاص.

  ويقال: فلان عظيم الأَجلاد وضئيل الأَجلاد، وما أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبيه أَي شخصه وجسمه؛ وفي حديث القسامة أَنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من غيرهم فقال: ردُّوا الإِيمان على أَجالِدِهم أَي عليهم أَنفسهم، وكذلك التجاليد؛ وقال الشاعر:

  يَنْبي، تَجالِيدي وأَقتادَها ... ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤيَدِ

  وفي حديث ابن سيرين: كان أَبو مسعود تُشْبه تجاليدُه تجاليدَ عمر أَي جسمُه جسمَه.

  وفي الحديث: قوم من جِلْدتنا أَي من أَنفسنا وعشيرتنا؛ وقول الأَعشى:

  وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها ... رجالَ إِيادٍ بأَجلادِها

  قال الأَزهري: هكذا رواه الأَصمعي، قال: ويقال ما أَشبه أَجلادَه بأَجلاد أَبيه أَي شخصه بشخوصهم أَي بأَنفسهم، ومن رواه بأَجيادها أَراد الجودياء بالفارسية الكساءَ.

  وعظم مُجَلَّد: لم يبق عليه إِلا الجلد؛ قال:

  أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّيْرُ نَحْضَها ... فلم يُبْق منها غير عظم مُجَلَّد:

  خِدي بي ابتلاكِ اللَّه بالشَّوْقِ والهَوَى ... وشاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ

  وجَلَّدَ الجزور: نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة، وخص بعضهم به البعير.

  التهذيب: التجليد للإِبل بمنزلة السلخ للشاءِ.

  وتجليد الجزور مثل سلخ الشاة؛


(١) قوله [فعاملوا الصفة] كذا بالأَصل والمناسب فعاملوه معاملة الصفة.