لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 125 - الجزء 3

  يقال جَلَّدَ جزوره، وقلما يقال: سلخ.

  ابن الأَعرابي: أَحزرت⁣(⁣١) الضأْن وحَلَقْتُ المعزى وجلَّدت الجمل، لا تقول العرب غير ذلك.

  والجَلَدُ: أَن يُسلَخَ جلد البعير أَو غيره من الدواب فيُلْبَسَه غيره من الدواب؛ قال العجاج يصف أَسداً:

  كأَنه في جَلَدٍ مُرَفَّل

  والجَلَد: جِلْد البوّ يحشى ثُماماً ويخيل به للناقة فتحسبه ولدها إِذا شمته فترأَم بذلك على ولد غيرها.

  غيره: الجَلَد أَن يسلخ جِلْد الحوار ثم يحشى ثماماً أَو غيره من الشجر وتعطف عليه أُمه فترأَمه.

  الجوهري: الجَلَد جِلْد حوار يسلخ فيلبس حواراً آخر لتشمه أُم المسلوخ فترأَمه؛ قال العجاج:

  وقد أَراني للغَواني مِصْيَدا ... مُلاوَةً، كأَنَّ فوقي جَلَدا

  أَي يرأَمنني ويعطفن عليَّ كما ترأَم الناقة الجَلَدَ.

  وجلَّد البوَّ: أَلبسه الجِلْد.

  التهذيب: الجِلْد غشاءُ جسد الحيوان، ويقال: جِلْدة العين.

  والمِجْلدة: قطعة من جِلْد تمسكها النائحة بيدها وتلْطِم بها وجهها وخدها، والجمع مجاليد؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: وعندي أَن المجاليد جمع مِجلاد لأَن مِفْعلاً ومِفْعالاً يعتقبان على هذا النحو كثيراً.

  التهذيب: ويقال لميلاء النائحة مِجْلَد، وجمعه مجالد؛ قال أَبو عبيد: وهي خرق تمسكها النوائح إِذا نحنَ بأَيديهنّ؛ وقال عدي بن زيد:

  إِذا ما تكرّهْتَ الخليقةَ لامْرئٍ ... فلا تَغْشَها، واجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد

  أَي خذ طريقاً غير طريقها ومذهباً آخر عنها، واضرب في الأَرض لسواها.

  والجَلْد: مصدر جَلَده بالسوط يَجْلِدُه جَلْداً ضربه.

  وامرأَة جَلِيد وجليدة؛ كلتاهما عن اللحياني، أَي مجلودة من نسوة جَلْدى وجلائد؛ قال ابن سيده: وعندي أَن جَلْدى جمع جَليد، وجلائد جمع جليدة.

  وجَلَدَه الحدّ جلداً أَي ضربه وأَصاب جِلْده كقولك رأَسَه وبَطَنَه.

  وفرس مُجَلَّد: لا يجزع من ضرب السوط.

  وجَلَدْتُ به الأَرضَ أَي صرعته.

  وجَلَد به الأَرض: ضربها.

  وفي الحديث: أَن رجلاً طَلَبَ إِلى النبي، ، أَن يُصَلِّي معه بالليل فأَطال النبي، ، في الصلاة فجُلِدَ بالرجل نوماً أَي سقط من شدة النوم.

  يقال: جُلِدَ به أَي رُميَ إِلى الأَرض؛ ومنه حديث الزبير: كنت أَتشدّد فيُجلَدُ بي أَي يغلبني النوم حتى أَقع.

  ويقال: جَلَدْته بالسيف والسوط جَلْداً إِذا ضربت جِلْدَه.

  والمُجالَدَة: المبالطة، وتجالد القوم بالسيوف واجْتَلدوا.

  وفي الحديث: فنظر إِلى مُجْتَلَدِ القوم فقال: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ، أَي إِلى موضع الجِلاد، وهو الضرب بالسيف في القتال.

  وفي حديث أَبي هريرة في بعض الروايات: أَيُّما رجُلٍ من المسلمين سَبَبْتُه أَو لعنته أَو جَلَدُّه، هكذا رواه بإِدغام التاءِ في الدال، وهي لغة.

  وجالَدْناهم بالسيوف مُجالدة وجِلاداً: ضاربناهم.

  وجَلَدَتْه الحية: لدغته، وخص بعضهم به الأَسود من الحيات، قالوا: والأَسود يَجْلِدُ بذنبه.

  والجَلَد: القوة والشدة.

  وفي حديث الطواف: لِيَرى المشركون جَلَدَهم؛ الجَلَد القوّة والصبر؛ ومنه حديث عمر: كان أَخْوفَ جَلْداً أَي قوياً في نفسه وجسده.

  والجَلَدُ: الصلابة والجَلادة؛ تقول


(١) قوله [أحزرت] كذا بالأَصل بحاء فراء مهملتين بينهما معجمة، وفي شرح القاموس أجرزت بمعجمتين بينهما مهملة.