[فصل الميم]
  ثِقَلٌ يأخذ في الرأس كالزُّكام من امْتِلاءِ المَعِدة.
  وقد تَمَّلأَ من الطعام والشراب تَمَلُّؤاً، وتَمَلأَ غَيْظاً.
  ابن السكيت: تَمَلأْتُ من الطعام تَملُّؤاً، وقد تَملَّيْتُ العَيْشَ تَملِّياً إذا عِشْتَ مَلِيّاً أَي طَويلاً.
  والمُلأَةُ: رَهَلٌ يُصِيبُ البعيرَ من طُول الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْر.
  ومَلأَ في قَوْسِه: غَرِّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ.
  وأَمْلأْتُ النَّزْعَ في القَوْسِ إذا شَدَدْتَ النَّزْعَ فيها.
  التهذيب، يقال: أَمْلأَ فلان في قَوْسِه إذا أَغْرَقَ في النَّزْعِ، ومَلأَ فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ.
  ورَجل مَلِيءٌ، مهموز: كثير المالِ، بَيِّن المَلاء، يا هذا، والجمع مِلاءٌ، وأَمْلِئاءُ، بهمزتين، ومُلآءُ، كلاهما عن اللحياني وحده، ولذلك أُتِيَ بهما آخراً.
  وقد مَلُؤَ الرجل يَمْلُؤُ مَلاءَةً، فهو مَلِيءٌ: صار مَلِيئاً أَي ثِقةً، فهو غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّن المَلاءِ والمَلاءَةِ، ممدودان.
  وفي حديث الدَّيْنِ: إذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فلْيَتَّبِعْ.
  المَلِيءٌ، بالهمز: الثِّقةُ الغَنِيُّ، وقد أُولِعَ فيه الناس بترك الهمز وتشديد الياء.
  وفي حديث عليّ، كرّم اللَّه وجهه: لا مَلِئٌ واللَّه باصْدارِ ما ورَدَ عليه.
  واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ: جَعل دَيْنَه في مُلآءَ.
  وهذا الأَمر أَمْلأُ بكَ أَي أَمْلَكُ.
  والمَلأُ: الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بذلك لأَنهم مِلاءٌ بما يُحتاج إليه.
  والمَلأُ، مهموز مقصور: الجماعة، وقيل أَشْرافُ القوم ووجُوهُهم ورؤَساؤهم ومُقَدَّمُوهم، الذين يُرْجَع إلى قولهم.
  وفي الحديث: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتصِمُ الملأُ الأَعْلى؟ يريد الملائكةَ المُقَرَّبين.
  وفي التنزيل العزيز: أَلم تَرَ إلى المَلإِ.
  وفيه أَيضاً: وقال المَلأُ.
  ويروى أَن النبي، ﷺ، سَمِعَ رَجُلاً من الأَنصار وقد رَجَعُوا مَن غَزْوةِ بَدْر يقول: ما قَتَلْنا إلا عجائزَ صُلْعاً، فقال #: أُولئِكَ المَلأَ مِنْ قُرَيْشِ، لَوْ حَضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ؛ أَي أَشْرافُ قريش، والجمع أَمْلاء.
  أَبو الحسن: ليس المَلأُ مِن باب رَهْطٍ، وإن كانا اسمين للجمع، لأَن رَهْطاً لا واحد له من لفظه، والمَلأُ وإِن كان لم يُكسر مالِئٌ عليه، فإنَّ مالِئاً من لفظه.
  حكى أَحمد بن يحيى: رجل مالِئٌ جليل يَمْلأَ العين بِجُهْرَتِه، فهو كعَرَبٍ ورَوَحِ.
  وشابٌّ مالِئُ العين إذا كان فَخْماً حَسَناً.
  قال الراجز:
  بِهَجْمةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ
  ويقال: فلان أَمْلأُ لعيني مِن فلان، أَي أَتَمُّ في كل شيء مَنْظَراً وحُسْناً.
  وهو رجل مالِئُ العين إذا أَعْجَبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه.
  وحَكَى: مَلأَه على الأَمْر يَمْلَؤُه ومالأَه(١)، وكذلك المَلأُ إنما هم القَوْم ذَوُو الشارة والتَّجَمُّع للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْط لذلك، والمَلأُ على هذا صفة غالبة.
  وقد مَالأْتُه على الأَمر مُمالأَةَ: ساعَدْتُه عليه وشايَعْتُه.
  وتَمالأْنا عليه: اجْتَمَعْنا، وتَمالَؤُوا عليه: اجْتَمعوا عليه؛ وقول الشاعر:
  وتَحَدَّثُوا مَلأً، لِتُصْبِحَ أُمّنا ... عَذْراءَ، لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ
(١) قوله [وحكى ملأَه على الأَمر الخ] كذا في النسخ والمحكم بدون تعرض لمعنى ذلك وفي القاموس وملأَه على الأَمر ساعده كمالأَه.