لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 188 - الجزء 3

  ولكنَّ دَلاً مُستراداً لمِثلِه ... وضرباً للَيْلى لا يُرى مِثلُه ضربا

  ورادَ الدارَ يَرُودُها: سأَلها؛ قال يصف الدار:

  وقفت فيها رائداً أَرُودُها

  ورادت الدوابُّ رَوْداً ورَوَداناً واسترادتْ: رَعَتْ؛ قال أَبو ذؤيب:

  وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً ... حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ، وتسريحُ

  ورُدْتُها أَنا وأَردتها.

  والروائدُ: المختلفة من الدواب؛ وقيل: الروائدُ منها التي ترعى من بينها وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط.

  التهذيب: والروائد من الدواب التي ترتع؛ ومنه قول الشاعر:

  كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها

  ورائدُ العين: عُوَّارُها الذي يَرُودُ فيها.

  ويقال: رادَ وِسادُه إِذا لم يستقرّ.

  والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد: الثور الوحشي سمي بالمصدر؛ قال ابن مقبل:

  يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ، كأَنه ... فتًى فارسيٌّ في سراويلِ رامح

  وقال أَبو حنيفة: رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً اختلفت في المرعى مقبلة ومدبرة وذلك رِيادُها، والموضع مَرادٌ؛ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان الذي يُذهَبُ فيه ويُجاء؛ قال جندل:

  والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ

  وفي حديث قس:

  ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا

  أَي موضعاً يحشر فيه الخلق، وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ.

  وإِن ضُمَّت الميم، فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق.

  ويقال: رادَ يَرودُ إِذا جاء وذهب ولم يطمئن.

  ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وبات رائدَ الوساد؛ وأَنشد:

  تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه: ... (⁣١) أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها؟

  دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها.

  وامرأَة رادٌ ورَوادٌ، بالتخفيف غير مهموز، ورَؤُود؛ الأَخيرة عن أَبي علي: طوّافة في بيوت جاراتها، وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وروَدَاناً ورُؤوداً، فهي رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلى بيوت جاراتها.

  الأَصمعي: الرادَة من النساء؛ غير مهموز، التي تَرودُ وتطوف، والرَّأَدة، بالهمز.

  السريعة الشباب، مذكور في موضعه.

  ورادت الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً: جالت؛ وفي التهذيب: إِذا تحركت، ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفيفاً.

  وأَراد الشيءَ: شاءَه؛ قال ثعلب: الإِرادَة تكون مَحَبَّة وغير محبة؛ فأَما قوله:

  إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ ... فَحَسْبُكَ ما تزيدُ إِلى الكلام

  فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى الكلام؛ ومثله قول كثير:

  أُريدُ لأَنسى ذِكرَها، فكأَنما ... تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ

  أَي أُريد أَن أَنسى.

  قال ابن سيده: وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا لك أَي قصدي بهذا لك.

  وقوله ø: فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ فأَقامه؛ أَي أَقامه الخَضِرُ.

  وقال: يريد والإِرادة إِنما تكون


(١) قوله [تقول له لما رأت جمع رحله] كذا بالأَصل ومثله في شرح القاموس. والذي في الأَساس: لما رأت خمع رجله، بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله.