لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 187 - الجزء 3

  النخل، ثم يُخَيَّط ويضرب بالشُّرُط المفتولة من الليف حتى يَتَمَتَّن، فيقوم قائماً ويُعَرَّى بعُرىً وثيقة ينقل فيه الرطب أَيام الخِراف، يحمل منه رندان على الجمل القَويّ، قال: ورأَيت هَجَريّاً يقول له النَّرْد، وكأَنه مقلوب، ويقال له القَرْنة أَيضاً.

  والرِّيْوَندُ⁣(⁣١) الصيني: دواء بارد جيد للكبد، وليس بعربي محض.

  رهد: رَهَّدَ الرجلُ إِذا حَمُقَ حماقةُ محكَمَة.

  ورهَدَ الشيءَ يَرْهَدُه رَهْداً: سحقه سحقاً شديداً، والكاف أَعرف.

  والرَّهادة: الرَّخاصَة.

  والرَّهِيدُ: الناعم الرَّخْصُ.

  وفتاة رَهِيدة: رَخْصة.

  والرَّهيدة: بُرٌّ يدق ويصب عليه لبن.

  رود: الرَّوْدُ: مصدر فعل الرائد، والرائد: الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ، والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار.

  وفي حديث عليّ، #، في صفة الصحابة، رضوان الله عليهم أَجمعين: يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده ويخرجون أَدلة هُداة للناس.

  وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث: وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى ريارتها أَي تطلب الناس إِليها، وفي حديث وفد عبد القيس: إِنَّا قوم رادَةٌ؛ وهو جمع رائد كحاكة وحائك، أَي نرود الخير والدين لأَهلنا.

  وفي شعر هذيل: رادَهم رائدهم⁣(⁣٢)، ونحو هذا كثير في لغتها، فإِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه، وإِما أَن يكون فَعَلًا، إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على النسَب لا على الفعل؛ قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلًا:

  فباتَ بِجَمْعٍ، ثم تمَّ إِلى مِنًى ... فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل

  أَي طالباً؛ وقد راد أَهله منزلاً وكلاً، وراد لهم رَوْداً ورِياداً وارتاد واستراد.

  وفي حديث معقل بن يسار وأُخته: فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد، وارتاد لهم يرتاد.

  ورجل رادٌ: بمعنى رائد، وهو فَعَل، بالتحريك، بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى الفارط.

  ويقال: بعثنا رائداً يرود لنا الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله.

  قال وجاءَ في الشعر: بعثوا رادهم أَي رائدهم؛ ومن أَمثالهم: الرائدُ لا يَكْذب أَهَله؛ يضرب مثلاً للذي لا يكذب إِذا حدّث، وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم.

  وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه.

  ويقال: راد أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً؛ ومنه الحديث: إِذا أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً، لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه.

  والرائد: الذي لا منزل له.

  وفي الحديث: الحمى رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي يتقدّمه، كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم قومه؛ ومنه حديث المولد: أُعيذُك بالواحد، من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي يتقدم بمكروه.

  وقولهم: فلان مُسترادٌ لمثله، وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته؛ وقيل: معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها، واللام زائدة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:


(١) قوله [والريوند] في القاموس والروند كسجل، يعني بكسر ففتح فسكون، والأطباء يزيدونها الفاً، فيقولون راوند.

(٢) قوله [رادهم رائدهم] كذابالأصل وكتب السيد مرتضى باهامش صوابه راد رادهم.