لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 202 - الجزء 3

  عمرو: أَسبادُ النَّصِيِّ رؤُوسه أَوّل ما يَطلع، جمع سَبَدٍ؛ قال الطرماح يصف قِدحاً فائزاً:

  مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُستَلِبٌ ... خَصْلُ الجَوارِي، طرائفٌ سَبَدُه

  أَراد أَنه مُسْتَطْرَف فَوْزه وكسبه.

  والسُّبَدُ: الشُّؤْم؛ حكاه الليث عن أَبي الدُّقيش في قوله:

  امرُؤُ القيس بن أَرْوَى مولياً ... إِن رآني لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ

  قلت: بحراً قلت: قولاً كاذباً ... إِنما يمنعني سيفي ويَدْ

  والسَّبَدُ: الوَبَر، وقيل: الشعر.

  والعرب تقول: ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أَي ما له ذو وبر ولا صوف متلبد، يكنى بهما عن الإِبل والغنم؛ وقيل يكنى به عن المعز والضأْن؛ وقيل: يكنى به عن الإِبل والمعز، فالوبر للإِبل والشعر للمعز؛ وقال الأَصمعي: ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أَي ما له قليل ولا كثير؛ وقال غير الأَصمعي: السبد من الشعر واللبد من الصوف، وبهذا الحديث سمي المال سبَداً.

  والسَّبُّود: الشعر.

  وسَبَّدَ شعره: استأْصله حتى أَلزقه بالجلد وأَعفاه جميعاً، فهو ضد؛ وقوله:

  بأَنَّا وقعنا من وليدٍ ورَهْطه ... خِلافَهمُ، في أُمِّ فَأْرٍ مُسَبَّدِ

  عنى بأُم فأْر الداهية، ويقال لها: أُم أَدراص.

  والدِّرْصُ يقع على ابن الكلبة والذِّئبة والهرة والجُرَذ واليَرْبُوع فلم يستقم له الوزن؛ وهذا كقوله:

  عَرَق السِّقاء على القَعودِ اللاغِبِ

  أَراد عَرَقَ القِرْبَة فلم يستقم له.

  وقوله مُسَبَّد إِفراط في القول وغلوّ، كقول الآخر:

  ونحن كشفنا من معاويةَ التي ... هي الأُمُّ، تغشى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ

  عنى الدماغ لأَن الدماغ يقال لها فرخ، وجعله منقنقاً على الغلوِّ.

  والتسبيد: أَن ينبت الشعر بعد أَيام.

  وقيل: سَبَّدَ الشعرُ إِذا نبت بعد الحلق فبدا سواده.

  والتسبيد: التشعيث.

  والتسبيد: طلوع الزَّغَب؛ قال الراعي:

  لَظَلَّ قُطاميٌّ وتحتَ لَبانِه ... نَواهِضُ رُبْدٌ، ذاتُ ريشٍ مُسَبَّدِ

  وروي عن النبي، ، أَنه ذكر الخوارج فقال: التسبيد فيهم فاشٍ.

  قال أَبو عبيد: سأَلت أَبا عبيدة عن التسبيد فقال: هو ترك التدهن وغسل الرأْس؛ وقال غيره: هو الحلق واستئصال الشعر؛ وقال أَبو عبيد؛ وقد يكون الأَمران جميعاً.

  وفي حديث آخر: سيماهم التحليق والتسبيد.

  وسَبَّدَ الفرخُ إِذا بدا ريشه وشوّك؛ وقال النابغة الذبياني في قصر الشعر:

  مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قوادِمُه ... في حاجب العين، من تسْبيدِه، زَبَبُ

  يصف فرخ قطاة حَمَّمَ وعنى بتسبيده طلوع زغبه.

  والمنهرت: الواسع الشدق.

  وقوادمه: أَوائل ريش جناحه.

  والزبب: كثرة الزغب؛ قال: وقد روي في الحديث ما يثبت قول أَبي عبيدة؛ روي عن ابن عباس أَنه قدم مكة مُسَبِّداً رأْسه فأَتى الحجر فقبله؛ قال أَبو عبيد: فالتسبيد ههنا ترك التدهن والغسل، وبعضهم يقول التسميد، بالميم، ومعناهما واحد؛ وقال غيره: سَبَّدَ شعرُه وسَمَّدَ إِذا نبت بعد الحلق حتى يظهر.

  وقال أَبو تراب: سمعت سليمان بن المغيرة يقول: سَبَّدَ الرجل شعره إِذا سَرَّحَه وبله وتركه،