لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 203 - الجزء 3

  قال: لا يُسَبِّدُ ولكنَّه يُسَبِّدُ⁣(⁣١).

  وقال أَبو عبيد: سَبَّدَ شعرَه وسَمَّدَه إِذا استأْصله حتى أَلحقه بالجلد.

  قال: وسَبَّدَ شعرَه إِذا حلقه ثم نبت منه الشيء اليسير.

  وقال أَبو عمرو: سَبَدَ شعرَه وسَبَّده وأَسْبَدَه وسَبَتَه وأَسبَتَه وسَبَّتَه إِذا حلقه.

  والسُّبَدُ: طائر إِذا قَطَرَ على ظهره قطرةٌ من ماء جَرى؛ وقيل: هو طائر لين الريش إِذا قطر الماء على ظهره جرى من فوقه للينه؛ قال الراجز:

  أَكُلَّ يوم عرشُها مَقِيلي ... حتى ترى المِئْزَرَ ذا الفُضولِ،

  مِثلَ جناح السُّبَدِ الغسيلِ

  والعرب تسمي الفرس به إِذا عرق؛ وقيل: السُّبَدُ طائر مثل العُقاب؛ وقيل: هو ذكر العقبان، وإِياه عنى ساعدة بقوله:

  كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ ... غَدَاةَ الوَبْلِ، أَو سُبَدٌ غَسِيلُ

  وجمعه سِبْدانٌ؛ وحكى أَبو منجوف عن الأَصمعي قال: السُّبَدُ هو الخُطَّاف البَرِّيُّ، وقال أَبو نصر: هو مثل الخطاف إِذا أَصابه الماء جرى عنه سريعاً، يعني الماء؛ وقال طفيل الغنوي:

  تقريبُه المَرَطَى والجَوزُ مُعْتَدِلٌ ... كأَنه سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ

  المرطى: ضرب من العدو.

  والجوز: الوسط.

  والسُّبَدُ: ثوب يُسَدُّ به الحوضُ المَرْكُوُّ لئلا يتكدر الماء يفرش فيه وتسقى الإِبل عليه وإِياه عنى طفيل؛ وقول الراجز يقوي ما قال الأَصمعي:

  حتى ترى المئزر ذا الفضول ... مثل جناح السُّبَدِ المغسول

  والسُّبَدَةُ: العانة⁣(⁣٢).

  والسِّبَدَةُ: الداهية.

  وإِنه لَسِبْدُ أَسباد أَي داه في اللصوصية.

  والسَّبَنْدَى والسِّبِنْدَى والسَّبَنْتى: النمر، وقيل الأَسد؛ وأَنشد يعقوب:

  قَرْمٌ جَوادٌ من بني الجُلُنْدى ... يمشي إِلى الأَقران كالسَّبَنْدَى

  وقيل: السبندى الجريء من كل شيء، هذلية؛ قال الزَّفَيَان:

  لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شالتْ تُحْدَى ... أَتبعْتُهُنَّ أَرْحَبِيّاً مَعْدَا

  أَعيَسَ جَوّابَ الضُّحَى سَبَنْدَى ... يَدَّرِعُ الليلَ إِذا ما اسْوَدَّا

  وقيل: هو الجريء من كل شيء على كل شيء، وقيل: هي اللَّبْوَةُ الجريئة، وقيل: هي الناقة الجريئة الصدر وكذلك الجمل؛ قال:

  على سَبَنْدَى طالما اعْتَلى به

  الأَزهري في الرباعي: السَّبَنْدى الجريء، وفي لغة هذيل: الطويل، وكل جريء سَبَنْدى وسَبَنْتى.

  وقال أَبو الهيثم: السَّبَنْتاةُ النَّمِرُ ويوصف بها السبع؛ وقول المُعَذَّلِ بن عبد الله:

  من السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَه ... يُصَرِّفُ سِبْداً، في العِيانِ، عَمَرَّدا

  ويروى سِيداً.

  قوله من السح يريد من الخيل التي تسح الجري أَي تصب.

  والعمرَّد: الطويل، وظن


(١) قوله [لا يسبد ولكنه يسبد] كذا بالأَصل. ولعل معناه: لا يستأصل شعره بالحلق ولا يترك دهنه ولكنه يسرحه ويغسله ويتركه فيكون بينهما الجناس التام.

(٢) قوله [والسبدة العانة] وكذلك السبد كصرد كما في القاموس وشرحه.