لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 243 - الجزء 3

  ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل، وقيل غير ذلك، فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأْويل.

  والشَّهْدُ والشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ؛ قال أُمية:

  إِلى رُدُحٍ، من الشِّيزى، مِلاءٍ ... لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ⁣(⁣١)

  أَي من لباب البر يعني الفالوذَق.

  وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة والشُّهْدَة العَسَلُ ما كان.

  وأَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب.

  وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه.

  وأَشْهَدَ: أَمْذَى، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ.

  أَبو عمرو: أَشْهَدَ الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك.

  وأَشْهَدت الجاريةُ إِذا حاضت وأَدْركتْ؛ وأَنشد:

  قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا ... فَداسَها لَيْلَتَه حتى اغْتَدَى

  والشَّاهِدُ: الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط؛ قال ابن سيده: والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد، واحِدُها شاهد؛ قال حميد بن ثور الهلالي:

  فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ، تَعَجَّبوا ... له، والثَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها

  ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف.

  وقيل: الشُّهودُ الأَغراس التي تكون على رأْس الحُوار.

  وشُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى أَو دَمٍ.

  والشَّاهِدُ: اللسان من قولهم: لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة.

  والشاهد: المَلَك؛ قال الأَعشى:

  فلا تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً ... على شاهِدي، يا شاهِدَ الله فاشْهَدِ

  وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ: معناه ما له مَنْظَرٌ ولا لسان، والرُّواءُ المَنظَر، وكذلك الرِّئْيِ.

  قال الله تعالى: أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ ... حَسَن الرُّواءِ، وقلْبُه مَدْكُوكُ

  قال ابن الأَعرابي: أَنشدني أَعرابي في صفة فرس:

  له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه وشاهِدُ

  قال: الشاهِدُ مِن جَرْيِه ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِه، وقال غيره: شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه.

  شود: أَشاد بالضالَّة: عَرَّفَ.

  وأَشَدْتُ بها: عَرَّفْتُها.

  وأَشَدْتُ بالشيءِ: عَرَّفْتُه.

  وأَشادَ ذِكْرَه وبذِكْرِه: أَشاعَه.

  والإِشادَةُ: التَّنْديدُ بالمكروه؛ وقال الليث: الإِشادَة شِبْه التنديد وهو رَفْعُك الصَّوْتَ بما يَكره صاحبُكَ.

  ويقال: أَشادَ فلان بذكْر فلان في الخير والشر والمدح والذم إِذا شَهَّرَه ورفعه، وأَفْرَدَ به الجوهري الخيرَ فقال: أَشاد بذكره أَي رفع من قَدْره.

  وفي الحديث: من أَشادَ على مسلم عَوْرَةً يَشِينُه بها بغير حق شانه الله يومَ القيامة.

  ويقال: أَشادَه وأَشادَ به إِذا أَشاعَه ورفَعَ ذِكره من أَشَدْتُ البنيان، فهو مُشادٌ.

  وشَيَّدْتُه إِذا طَوَّلْتَه فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك.

  وفي حديث أَبي الدرداء: أَيُّما رجُلٍ أَشاد على مسلم كلمة هو منها بَرِيء، وسنذكر شَيَّدَ.

  وقال الأَصمعي: كلُّ شيء رفَعْتَ به صَوْتَك، فقد أَشدتَ به، ضالة كانت أَو غير ذلك.


(١) قوله [ملاء] ككتاب، وروي بدله عليها.