لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 255 - الجزء 3

  ومَمَرُّ الناس بين يديه؛ ومنه الحديث: ولَخَرَجْتم إِلى الصُّعْداتِ تَجْأَرُونَ إِلى الله.

  والصَّعِيدُ: الطريقُ يكون واسعاً وضَيِّقاً.

  والصَّعيدُ: الموضعُ العريضُ الواسعُ.

  والصَّعيدُ: القبر.

  وأَصْعَدَ في العَدْو: اشْتَدَّ.

  ويقال: هذا النبات يَنْمي صُعُداً أَي يزداد طولًا.

  وعُنُقٌ صاعِدٌ أَي طويل.

  ويقال فلان يتتبع صُعَداءَه أَي يرفع رأْسه ولا يُطأْطِئُه.

  ويقال للناقة: إِنها لفي صَعِيدَةِ بازِلَيْها أَي قد دنت ولمَّا تَبْزُل؛ وأَنشد:

  سَديسٌ في صَعِيدَةِ بازِلَيْها ... عَبَنَّاةٌ، ولم تَسْقِ الجَنِينا

  والصَّعْدَةُ: القَناة، وقيل: القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إِلى التثقيف؛ قال كعب بن جُعَيْل يصف امرأَةً شَبَّه قَدَّها بالقَناة:

  فإِذا قامتْ إِلى جاراتِها ... لاحَتِ السَّاقُ بِخَلْخالٍ زجِلْ

  صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائرٍ ... أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ

  وقال آخر:

  خَريرُ الرِّيحِ في قَصَبِ الصِّعادِ

  وكذلك القَصَبَةُ، والجمع صِعادٌ، وقيل: هي نحو من الأَلَّةِ، والأَلَّةُ أَصغر من الحَرْبَةِ؛ وفي حديث الأَحنف:

  إِنَّ على كُلِّ رَئِيسٍ حَقَّا. ... أَن يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَو تَنْدَقَّا

  قال: الصَّعْدةُ القناة التي تنبت مستقيمة.

  والصَّعْدَةُ من النساء: المستقيمةُ القامة كأَنها صَعْدَةُ قَناةٍ.

  وجوارٍ صَعْداتٌ، خفيفةٌ لأَنه نعت، وثلاثُ صَعَداتٍ للقنا، مُثَقَّلة لأَنه اسم.

  والصَّعُودُ من الإِبل: التي وَلَدَتْ لغير تمام ولكنها خَدَجَتْ لستة أَشهر أَو سبعة فَعَطَفَتْ على ولدِ عامِ أَوَّلَ، وقيل: الصَّعُود الناقة تُلْقي ولَدها بعدما يُشْعِرُ، ثم تَرْأَمُ ولدَها الأَوّل أَو وَلَدَ غيرها فَتَدِرُّ عليه.

  وقال الليث: الصَّعُود الناقة يموت حُوارُها فَتَرْجِعُ إِلى فصيلها فَتَدِرُّ عليه، ويقال: هو أَطيب للبنها؛ وأَنشد لخالد بن جعفر الكلابي يصف فرساً:

  أَمَرْتُ لها الرِّعاءَ، ليُكْرِمُوها ... لها لَبَنُ الخلِيَّةِ والصَّعُودِ

  قال الأَصمعي: ولا تكون صَعُوداً حتى تكون خادِجاً.

  والخَلِيَّةُ: الناقة تَعْطِف مع أُخرى على ولد واحد فَتَدِرَّانِ عليه، فَيَتَخلى أَهلُ البيت بواحدة يَحْلُبُونها، والجمع صَعائد وصُعُدٌ؛ فأَما سيبويه فأَنكر الصُّعُدَ.

  وأَصْعَدَتِ الناقةُ وأَصْعَدَها، بالأَلف، وصَعَّدَها: جعلها صَعُوداً؛ عن ابن الأَعرابي.

  والصُّعُد: شجر يُذاب منه القارُ.

  والتَّصْعِيدُ: الإِذابة، ومنه قيل: خلٌّ مُصَعَّدٌ وشرابٌ مُصَعَّدٌ إِذا عُولج بالنار حتى يحول عما هو عليه طعماً ولوناً.

  وبَناتُ صَعْدَةَ: حَميرُ الوَحْش، والنسبة إِليها صاعِديّ على غير قياس؛ قال أَبو ذؤَيب:

  فَرَمَى فأَلحَق صاعِدِيَّاً مِطْحَراً ... بالكَشْحِ، فاشتملتْ عليه الأَضْلُعُ

  وقيل: الصَّعْدَةُ الأَتان.

  وفي الحديث: أَنه خرج على صَعْدَةٍ يَتْبَعُها حُذاقيٌّ، عليها قَوْصَفٌ لم يَبْق منها إِلا قَرْقَرُها؛ الصَّعْدَةُ: الأَتان الطويلة الظهر.

  والحُذاقِيُّ: الجَحْشُ.

  والقَوْصَفُ: القَطيفة.