لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 303 - الجزء 3

  وعَمَد الحائط يَعْمِدُه عَمْداً: دعَمَه؛ والعمود الذي تحامل الثِّقْلُ عليه من فوق كالسقف يُعْمَدُ بالأَساطينِ المنصوبة.

  وعَمَد الشيءَ يَعْمِدُه عمداً: أَقامه.

  والعِمادُ: ما أُقِيمَ به.

  وعمدتُ الشيءَ فانعَمَد أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَمِدُ عليه.

  والعِمادُ: الأَبنية الرفيعة، يذكر ويؤَنث، الواحدة عِمادة؛ قال الشاعر:

  ونَحْنُ، إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ ... على الأَحَفاضِ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا

  وقوله تعالى: إِرَمَ ذاتِ العِماد؛ قيل: معناه أَي ذات الطُّولِ، وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع؛ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُعْمَدِ، وجمعه عُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع.

  وقال الفراء: ذاتِ العِماد إِنهم كانوا أَهل عَمَدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم؛ وقال الليث: يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمود وأَهل عِماد.

  المبرد: رجل طويلُ العِماد إِذا كان مُعْمَداً أَي طويلًا.

  وفلان طويلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه.

  وفي حديث أُم زرع: زوجي رفيعُ العِمادِ؛ أَرادت عِمادَ بيتِ شرفه، والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب.

  والعِمادُ والعَمُود: الخشبة التي يقوم عليها البيت.

  وأَعمَدَ الشيءَ: جعل تحته عَمَداً.

  والعَمِيدُ: المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ من جوانبه بالوَسائد أَي يُقامَ.

  وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم: وأَعْمَدَتاه رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً، وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على المكان حتى يُعْمَدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها، وقوله: أَعمدتاه رجلاه، على لغة من قال أَكلوني البراغيثُ، وهي لغة طيء.

  وقد عَمَدَه المرضُ يَعْمِدُه: فَدَحَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه اشتق القلبُ العَمِيدُ.

  يَعْمِدُه: يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه.

  قال: ودخل أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له: كيف تَجدُك؟ فقال: أَما الذي يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ.

  ويقال للمريض مَعمود، ويقال له: ما يَعْمِدُكَ؟ أَي يُوجِعُك.

  وعَمَده المرض أَي أَضناه؛ قال الشاعر:

  أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ

  معناه: موجع.

  روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ:

  أَلا مَنْ شَجَتْ ليلةٌ عامِدَه ... كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه

  وقال: ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً⁣(⁣١).

  قال الأَزهري: وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة.

  واعْتَمَد على الشيء: توكَّأَ.

  والعُمْدَةُ: ما يُعتَمَدُ عليه.

  واعْتَمَدْتُ على الشيء: اتكأْتُ عليه.

  واعتمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه.

  والعمود: العصا؛ قال أَبو كبير الهذلي:

  يَهْدي العَمُودُ له الطريقَ إِذا هُمُ ... ظَعَنُوا، ويَعْمِدُ للطريق الأَسْهَلِ

  واعْتَمَد عليه في الأَمر: تَوَرَّك على المثل.

  والاعتماد: اسم لكل سبب زاحفته، وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على الأَوْتاد.

  والعَمود: الخشبة القائمة في وسط الخِباء، والجمع أَعْمِدَة وعُمُدٌ، والعَمَدُ اسم للجمع.

  ويقال: كل خباء مُعَمَّدٌ؛ وقيل: كل خباء كان طويلاً في الأَرض


(١) قوله [وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً] كذا بالأَصل.