لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 310 - الجزء 3

  الباء ولا الكاف؛ وسمع الكسائي العرب تقول: كما أَنْتَ وزَيْداً ومكانَكَ وزيْداً؛ قال الأَزهري: وسمعت بعض بني سليم يقول: كما أَنْتَني، يقول: انْتَظِرْني في مكانِكَ.

  وما لي عنه عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي بُدٌّ؛ قال:

  لَقَدْ ظَعَنَ الحَيُّ الجميعُ فأَصْعَدُوا ... نَعَمْ لَيْسَ عَمَّا يَفْعَلُ اللَّه عُنْدُدُ

  وإِنما لم يُقْضَ عليها أَنها فُنْعُلٌ لأَن التكرير إِذا وقع وجب القضاء بالزيادة إِلا أَن يجيء ثَبَتٌ، وإِنما قضى على النون ههنا أَنها أَصل لأَنها ثانية والنون لا تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ.

  وما لي عنه مُعْلَنْدَدٌ أَيضاً وما وجدت إِلى كذا مُعْلَنْدَداً أَي سبيلًا.

  وقال اللحياني: ما لي عن ذاك عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي مَحِيص.

  وقال مرة: ما وجدت إِلى ذلك عُنْدُدُاً وعُنْدَداً أَي سبيلاً ولا ثَبَتَ هنا.

  أَبو زيد: يقال إِنَّ تَحْتَ طريقتك لَعِنْدَأْوَةً، والطريقةُ: اللَّينُ والسكونُ، والعِنْدَأْوَةُ: الجَفْوَةُ والمَكْرُ؛ قال الأَصمعي: معناه إِن تحت سكونك لَنَزْوَةً وطِماحاً؛ وقال غيره: العِنْدَأْوَةُ الالتواء والعَسَرُ، وقال: هو من العَداء، وهمزه بعضهم فجعل النون والهمزة زائدتين⁣(⁣١) على بِناءِ فِنْعَلْوة، وقال غيره: عِنْداوَةٌ فِعْلَلْوَة.

  وعانِدانِ: واديان معروفان؛ قال:

  شُبَّتْ بِأَعْلى عانِدَيْنِ من إِضَمْ

  وعانِدينَ وعانِدونَ: اسمُ وادٍ أَيضاً.

  وفي النصب والخفض عاندين؛ حكاه كراع ومثّله بِقاصِرينَ وخانِقِينَ ومارِدين وماكِسِين وناعِتِين، وكل هذه أَسماء مواضع؛ وقول سالم بن قحفان:

  يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ ... لاحِقَةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ

  يعني بعيدة المِرْفَقِ من الزَّوْرِ.

  والعَوْهَقُ: الخُطَّافُ الجَبَلِيُّ، وقيل: الغراب الأَسود، وقيل: الثَّوْرُ الأَسود، وقيل: اللَّازَوَرْدُ.

  وطَعْنٌ عَنِدٌ، بالكسر، إِذا كان يَمْنَةً ويَسْرَةً.

  قال أَبو عمرو: أَخَفُّ الطَّعْن الوَلْقُ، والعانِدُ مثله.

  عنجد: العُنْجُدُ: حبُّ العنب.

  والعَنْجَدُ والعُنْجَدُ: رَديءُ الزَّبيب، وقيل: نواه.

  وقال أَبو حنيفة: العُنْجُدُ والعُنْجَدُ الزبيبُ، وزعم عن ابن الأَعرابي أَنه حب الزبيب؛ قال الشاعر:

  غَدا كالعَسَلَّسِ، في حُذْلِه ... رُؤُوسُ العَظارِيِّ كالعُنْجُدِ

  والعَظارِيُّ: ذكورُ الجراد، وذكر عن بعض الرواة أَن العنجُد، بضم الجيم، الأَسود من الزبيب.

  قال وقال غيره: هو العَنْجَدُ، بفتح العين والجيم؛ قال الخليل:

  رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجَدِ

  شبَّه رؤُوس الجراد بالزبيب، ومن رواه خَناظِب فهي الخنافِسُ.

  أَبو زيد: يقال للزبيب العَنْجَدُ والعُنْجَدُ والعُنْجُدُ، ثلاث لغات.

  وحاكم أَعرابي رجلا إِلى القاضي فقال: بعت به عُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني؛ قال ابن الأَعرابي: الجهر قِطْعَةٌ من الدَّهْرِ.

  وعَنْجَدٌ وعَنْجَدَةُ: اسمان؛ قال:

  يا قومِ، ما لي لا أُحِبُّ عَنْجَدَه؟ ... وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَه،

  حُبَّ الحُبارى، ويَذُبُّ عَنَدَه


(١) قوله [النون والهمزة زائدتين] كذا بالأَصل وفيه يكون بناء عندأوة فنعالة لا فنعلوة.