لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 323 - الجزء 3

  أَصلية والياء زائدة، ودليله على ذلك قولهم عيْدَنَتِ النخلةُ، ومن جعله فَعْلانَ مثل سَيْحانَ من ساحَ يَسِيحُ جعل الياء أَصلية والنون زائدة.

  قال الأَصمعي: العَيْدانَةُ شجرة صُلْبَة قديمة لها عروق نافذة إِلى الماء، قال: ومنه هَيْمانُ وعَيْلانُ؛ وأَنشد:

  تَجاوَبْنَ في عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ ... مِنَ السِّدْرِ، رَوَّاها، المَصِيفَ، مَسِيلُ

  وقال:

  بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدانا

  قال الجوهري: والعَيدان، بالفتح، الطِّوالُ من النخل، الواحدة عيْدانَةٌ، هذا إِن كان فَعْلان، فهو من هذا الباب، وإِن كان فَيْعالًا، فهو من باب النون وسنذكره في موضعه.

  والعَوْدُ: اسم فرَس مالك بن جُشَم.

  والعَوْدُ أَيضاً: فرس أُبَيّ بن خلَف.

  وعادِياءُ: اسم رجل؛ قال النمر بن تولب:

  هَلَّا سَأَلْت بِعادياءَ وبَيْتِه ... والخلِّ والخمرِ، الذي لم يُمْنَعِ؟

  قال: وإِن كان تقديره فاعلاء، فهو من باب المعتل، يذكر في موضعه.

  عيد: هذه ترجمة انفرد بها ابن سيده وحده وقال: العَيْدانَةُ أَطول ما يكون من النخل ولا تكون عَيْدانَةً حتى يسقط كَرَبُها كله، ويصير جذعها أَجرد من أَعلاه إِلى أَسفله، عن أَبي حنيفة، وقال أَبو عبيد: هي كالرَّقْلة.

فصل الغين المعجمة

  غدد: الغُدَّةُ والغُددَةُ: كل عُقْدَةٍ في جسد الإِنسان أَطاف بها شَحْم.

  والغُدَدُ: التي في اللحم، الواحدة غُدَّةٌ وغُدَدَةٌ.

  والغُدٌةُ والغُدَدَة: كل قِطعة صُلْبة بين العصَب.

  والغُدَّةُ: السِّلْعَة يركبها الشحم.

  والغُدَّة: ما بين الشحم والسنام.

  والغُدَّة والغُدَدُ: طاعون الإِبل.

  وغُدَّ البعير فأَغَدَّ، فهو مُغِدٌّ أَي به غُدَّة والأُنثى مُغِدٌّ بغير هاء.

  ولما مَثَّل سيبويه قولهم أَغُدَّةً كَغُدَّةِ البعير قال: أُغَدُّ غُدَّةً، فجاءَ به على صيغة فِعل المفعول.

  وأَغَدَّ القومُ: أَصابت إِبِلَهم الغُدَّةُ.

  وأَغْدَّتِ الإِبِلُ: صارت لها غُدَد من اللحم والجلد من داء؛ وأَنشد الليث:

  لا بَرِئَتْ غُدَّةُ مَن أَغَدَّا

  قال: والغُدّة أَيضاً تكون في الشحم؛ قال الأَصمعي: من أَدواء الإِبل الغُدَّةُ، وهو طاعونها.

  يقال: بعير مُغِدٌّ.

  قال ابن الأَعرابي: الغُدَّةُ لا تكون إِلا في البطن فإِذا مضت إِلى نحره ورُفْغِه قيل: بعير دابر.

  قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول غُدَّتِ الإِبلُ، فهي مَغْدُودةٌ من الغُدَّةِ.

  وغُدَّتِ الإِبلُ، فهي مُغَدَّدَة⁣(⁣١).

  وبنو فلان مُغِدُّون إِذا ظهرت الغُدَّةُ في إِبلهم.

  وقال ابن بزرج: أَغَدَّتِ الناقة وأُغِدَّت.

  ويقال: بعير مَغْدُود وغادٌّ ومُغِدٌّ ومُغَدٌّ، وإِبل مَغادُّ؛ وأَنشد في الغادّ:

  عَدِمْتُكُمُ ونَظْرَتَكُمْ إِلينا ... بِجَنْبِ عُكاظَ، كالإِبِلِ الغِدادِ

  وفي الحديث: أَنه ذكَرَ الطاعونَ فقال: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البعير تأْخذهم في مَراقِّهم أَي في أَسفلِ بطونهم؛ الغُدَّةُ: طاعونُ الإِبل وقلما تسلم منه.

  وفي حديث عامر بن الطفيل: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البعير ومَوْتٌ في بيت سَلُولِيَّةٍ.

  ومنه حديث عمر: ما


(١) قوله [وغدت الإِبل فهي مغددة] كذا بالأَصل وليس الوصف جارياً على الفعل.