لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 324 - الجزء 3

  هي بمُغِدٍّ فَيَسْتَحْجِيَ⁣(⁣١) لحمُها؛ يعني الناقة ولم يُدْخِلها تاء التأْنيث لأَنه أَراد ذات غدّة.

  والغِدادُ جمع الغادّ؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

  وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً ... لها غُدَداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ

  قال: والغُدَداتُ فُضولُ السِّمَنِ وما كان من فضول وَبَرٍ حسن.

  وأَغَدَّ عليه: انتفخ وغَضِبَ، وأَصله من ذلك.

  والمُغِدُّ: الغَضْبانُ.

  ورجل مِغْدادٌ: كثير الغضَب.

  ورأَيت فلاناً مُغِدّاً ومُسْمَغِدّاً إِذا رأَيتَه وارماً من الغضب.

  وامرأَة مِغْدادٌ إِذا كان من خُلُقِها الغضبُ؛ قال الشاعر:

  يا رَبِّ مَنْ يَكْتُمُني الصِّعادا ... فَهَبْ له حَلِيلَةً مِغْدادا

  الأَصمعي: أَغَدَّ الرجلُ، فهو مُغِدٌّ، أَي غَضِبَ، وأَضَدَّ، فهو مُضِدٌّ أَي غضبان.

  ورجل مِغْدادٌ: كثير الغضب.

  وعليه غُدَّةٌ من مال أَي قِطْعة، والجمع غَدائِدُ كَحُرَّة وحَرائِرَ؛ ويروى بيت لبيد:

  تَطِيرُ غَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعاً ... ووِتْراً، والزَّعامَةُ للغلامِ

  والاعْرَفُ عدائد.

  وفي التهذيب في شرح البيت: الغدائد الفُضول.

  وقال الفراء: الغَدائدُ والغِدادُ الأَنْصِباء في قول لبيد.

  غرد: الغَرَدُ، بالتحريك: التَّطْرِيبُ في الصوت والغِناء.

  والتَّغَرُّدُ والتغريدُ: صوت معه بَحَحٌ؛ وقد جمعهما امرؤ القيس في قوله يصف حماراً:

  يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ في كلِّ سُدْفَةٍ ... تَغَرُّدَ مِرِّيحِ النَّدامى المُطرِّبِ

  قال الليث: كل صائت طَرَّبَ في الصَّوْت غَرِدٌ، والفعل غَرَّدَ يُغَرِّدُ تَغْرِيداً.

  الأَصمعي: التغريد الصَّوْتُ.

  وغَرِدَ الطائر، فهو غَرِدٌ، والتغريد مثله؛ قال سويد بن كراع العكلي:

  إِذا عَرَضَتْ داوِيَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ ... وغَرَّدَ حاديها، فَرَيْنَ بها فَلْقا

  وغَرَّدَ الإِنسانُ: رفع صوتَه وطَرَّبَ، وكذلك الحَمامةُ والمُكَّاءُ والدِّيكُ والذُّبابُ.

  وحكى الهجري: سمعت قُمْرِيّاً فأَغْرَدَني أَي أَطْرَبَني بتغريده، وقيل: كل مُصَوِّتٍ مُطَرِّبٍ بصوتِه مُغَرِّدٌ وغِرِّيدٌ وغَريدٌ وغَرِدٌ وغِرْدٌ، فَغَرِدٌ على النسب؛ قال ابن سيده: وغِرْدٌ أُراه متغيراً منه؛ وقول مليح الهذلي:

  سُدْساً وبُزْلاً إِذا ما قامَ راحِلُها ... تَحَصَّنَتْ بِشَباً، أَطْرافُه غَرِدُ

  وحَّدَ غَرِداً وإِن كان خبراً عن الأَطراف حملاً على المعنى كأَنه كلُّ طَرَف منها غَرِد؛ فأَما قول الهذلي:

  يُغَرِّدُ رَكْباً فَوْقَ حُوصٍ سَواهِمٍ ... بها كلُّ مُنْجابِ القَمِيصِ شَمَرْدَل

  ففيه دلالة على أَن يُغَرِّدُ يتعدى كتعدي يُغَنِّي، وقد يجوز أَن يكون على حذف الجر وإِيصال الفعل؛ وقوله:

  لا أَشْتَهِي لَبَنَ البعيرِ، وعِندنَا ... غَرِدُ الزجاجةِ واكِفُ المِعْصارِ

  معناه: وعندنا نبيذ يحمل صاحبه على أَن يتغنى إِذا شربه.

  وتَغَرَّدَ كَغَرَّدَ؛ قال النابغة الجعدي:

  تَعالَوْا نُحالِفْ صامِتاً ومُزاحِماً ... عليهم نِصاراً، وما تَغَرَّدَ راكِبُ


(١) قوله [فيستحجي] معناه يتغير كما في النهاية وان أغفله الصحاح والقاموس.