لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 327 - الجزء 3

  والحَضُور: قبيلة من حمير؛ وقيل: هو من غُمُودِ البئر.

  قال الأَصمعي: ليس اشتقاق غامد مما قال ابن الكلبي إِنما هو من قولهم غَمَدَتِ البئرُ غَمْداً إِذا كثر ماؤُها.

  وقال أَبو عبيدة: غمدَتِ البئرُ إِذا قلَّ ماؤُها.

  وقال ابن الأَعرابي: القبيلة غامدة، بالهاء؛ وأَنشد:

  أَلا هَلْ أَتاها، على نَأْيِها ... بما فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدَه؟

  ويقال للسفينة إِذا كانت مشحونة: غامِدٌ وآمِدٌ، ويقال: غامِدَةٌ؛ قال: والخِنُّ الفارغةُ من السُّفُنِ وكذلك الحَفَّانَة⁣(⁣١).

  وغُمْدان: حِصْن في رأْس جبل بناحية صنعاء؛ وفيه يقول:

  في رأْسِ غُمْدانَ داراً منكَ مِحْلالا

  وغُمْدانُ: قُبَّةُ سَيْفِ بن ذي يَزِن، وقيل: قصر معروف باليمن.

  وغُمْدانُ: موضع.

  والغُمادُ وبَرْكُ الغُمادِ: موضع.

  قال ابن بري: أَهمل الجوهري في هذا الفصل ذكر الغُمادِ مع شهرته وهو موضع باليمن، وقد اختلف فيه في ضم الغين وكسرها رواه قوم بالضم وآخرون بالكسر؛ قال ابن خالويه: حضرت مجلس أَبي عبد الله محمد بن إِسمعيل القاضي المحاملي وفيه زُهاء أَلف، فَأَمَلَّ عليهم أَن الأَنصار قالوا للنبي، : والله ما نقول لك ما قال قوم موسى لموسى: اذهب أَنتَ وربك فقاتلا إِنا ههنا قاعدون، بل نَفْدِيك بآبائتا وأَبنائنا، ولو دعوتنا إِلى بَرْك الغِماد، بكسر الغين، فقلت للمستملي: قال النحوي الغُماد، بالضم، أَيها القاضي، قال: وما بَرْكُ الغُماد؟ قال: سأَلت ابن دريد عنه فقال هو بقعة في جهنم، فقال القاضي: وكذا في كتابي على الغبن ضمة؛ قال ابن خالويه: وأَنشدني ابن دريد لنفسه:

  وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلادُ ... فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ

  لَسْتَ ابنَ أُمِّ القاطِنِينَ ... ولا ابنَ عَمٍّ للبِلادِ

  واجْعَلْ مُقامَكَ، أَو مَقَرَّك ... جانِبَيْ بَرْكِ الغِمُادِ

  قال ابن خالويه: وسأَلت أَبا عُمَر عن ذلك فقال: يروى برك الغِماد، بالكسر، والغُماد، بالضم، والغِمار، بالراء مكسورة الغين.

  وقد قيل: إِن الغماد موضع باليمن، وهو بَرَهُوت، وهو الذي جاء في الحديث: أَن أَرواح الكافرين تكون فيه.

  وورد في الحديث ذكر غُمْدانَ، بضم الغين وسكون الميم: البِناء العظيم بناحية صَنْعاءِ اليمن؛ قيل: هو من بناءِ سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، له ذكر في حديث سيف بن ذي يَزَن.

  واغْتَمدَ فلان الليل: دخل فيه كأَنه صار كالغِمْدِ له كما يقال: ادَّرَعَ الليلَ؛ وينشد:

  لَيْسَ لِوِلْدانِكَ لَيْلٌ فاغْتَمِدْ

  أَي اركب الليل واطلُبْ لهم القُوتَ.

  غيد: غَيِدَ غَيَداً وهو أَغْيَدُ: مالت عنقُه ولانَتْ أَعْطافُه، وقيل: استرخت عنقه.

  وظبي أَغْيَدُ كذلك؛ والأَغْيَدُ: الوَسنانُ المائلُ العنق.

  ويقال: هو يَتَغايدُ في مَشْيِه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله:

  ولَيْلٍ هَدَيْتُ به فِتْيَةً ... سُقُوا بِصُبابِ الكَرَى الأَغْيدِ

  فإِنما أَرادَ الكَرَى الذي يَعُودُ منه الرَّكْبُ غِيداً،


(١) قوله [الحفانة] كذا بالأصل.