لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 330 - الجزء 3

  أَعاذِلَ، ما يُدْرِيكِ أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ ... لأَخْفافِها، فَوْقَ المِتانِ، فَدِيدُ؟

  ورواه ابن دريد: فوق الفَلاةِ فَدِيد، قال: ويروى وئيدُ، قال: والمعنيان متقاربان.

  وفدَّ الطائرُ يَفِدُّ فَدِيداً: حَثَّ جناحَيْه بسطاً وقبضاً.

  والفَدِيد: كثرة الإِبل.

  وإِبل فَديدٌ: كثيرة.

  والفدّادون: أَصحاب الإِبل الكثيرة الذين يملك أَحدهم المائتين من الإِبل إِلى الأَلف؛ يقال له: فَدَّادٌ إِذا بلغ ذلك وهم مع ذلك جُفاةٌ أَهلُ خُيَلاء.

  وفي الحديث: هلك الفدَّادون إِلَّا من أَعطى في نَجْدَتها ورِسْلِها، أَراد الكثيري الإِبل، كان أَحدهم إِذا ملَكَ المِئين من الإِبل إِلى الأَلف قيل له: فَدَّادٌ وهو في معنى النَّسَب كَسَرّاجٍ وعَوَّاجٍ؛ يقول: إِلا من أَخْرَجَ زكاتَها في شدتِها ورخائها.

  وقال ثعلب: الفَدَّادون أَصحاب الوبر لغلظ أَصواتِهم وجفَائِهم، يعني بأَصحاب الوبر أَهل البادية، والفدَّادون: الفلَّاحون.

  وفي حديث النبي، ، أَن الجفاء والقَسْوة في الفَدَّادِين.

  قال أَبو عمرو: هي الفَدادِينُ، مخففة، واحدها فَدَّانٌ، بالتشديد؛ عن أَبي عمرو، وهي البقر التي يحرث بها، وأَهلُها أَهلُ جَفَاء وغِلظة.

  وقال أَبو عبيد: ليس الفَدادِينُ من هذا في شيء ولا كانت العرب تعرفها إِنما هذه للرومِ وأَهلِ الشام، وإِنما افتتحت الشام بعد النبي، ، ولكنهم الفَدَّادون، بتشديد الدال، واحدهم فَدّادٌ؛ قال الأَصمعي: وهم الذين تعلو أَصواتهم في حُروثِهم وأَموالهم مواشيهم وما يعالجون منها، وكذلك قال الأَحمر؛ وقيل: هم المكثرون من الإِبل، وقال أَبو العباس: في قوله الجَفاءُ، والقَسْوَةُ في الفَدَّادِينَ؛ هم الجَمَّالون والرُّعْيان والبقَّارون والحَمَّارون.

  وفَدْفَدَ إِذا عدا هارباً من سبع أَو عدوّ⁣(⁣١) وفي حديث أَبي هريرة: أَنه رأَى رجلين يُسْرِعانِ في الصلاة فقال: ما لكما تَفِدَّانِ فَدِيدَ الجمل؟ يقال: فَدْفَدَ الإِنسان والجمل إِذا علا صوته؛ أَراد أَنهما كانا يَعْدُوان فيسمع لعدوهما صوت.

  والفُدادُ: ضرب من الطير، واحدته فُدَادَة.

  ورجل فَدَّادَة وفَدادَةٌ: جبان؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  أَفَدادَةٌ عِندَ اللقاءِ، وقَيْنَةٌ ... عِندَ الإِيابِ، بِخَيبَةٍ وصُدُودِ؟

  واختار ثعلب فَدَّادَةٌ عند اللقاء أَي هو فَدّادَةٌ، وقال: هذا الذي أَختاره.

  فدفد: الفَدْفَدُ: الفلاة التي لا شيء بها، وقيل: هي الأَرض الغليظة ذاتُ الحصى، وقيل: المكان الصُّلب؛ قال:

  تَرى الحَرّةَ السَّوداءَ يَحْمَرُّ لَوْنُها ... ويَغْبَرُّ منها كلُّ رِيعٍ وفَدْفَدِ

  والفدفد: المكان المرتفع فيه صلابة، وقيل: الفدفد الأَرض المستوية؛ وفي الحديث: فَلَجؤَوا إِلى فدفد فأَحاطوا بهم؛ الفَدْفَدُ: الموضع الذي فيه غِلظٌ وارتفاع.

  وفي الحديث: كان إِذا قفل من سفر فمرّ بِفَدفَدٍ أَو نَشْزٍ كبَّر ثلاثاً؛ ومنه حديث قُسٍّ: وأَرْمُقُ فَدْفَدَها، وجمعه فَدافِدُ.

  والفدفدة: صوت كالحَفِيف.

  ورجل فُدْفُدٌ وفُدَفِدٌ: شديد الوطءِ على الأَرض.

  وفَدفَد إِذا عدا هارباً من سبع أَو عدوّ.

  الأَزهري في الرباعي: لبن هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ،


(١) قوله [وفدفد إذا عدا هارباً من سبع أو عدوّ] وساق الحديث وقال بعده: يقال فدفد الخ سابق الكلام ولاحقه يقتضي ان الحديث تفدفدان وأنت تراه تفدّان هنا وشرح القاموس فلعل أصل العبارة وفدّ يفد وفدفد إذا الخ.