لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 331 - الجزء 3

  وهو الحامض الخاثر.

  ابن الأَعرابي: يقال للبن الثخين فُدَفِدٌ.

  وفَدْفَدُ: اسم امرأَة؛ قال الأَخطل:

  وقُلْتُ لِحادِيهِنَّ: وَيْحَكَ غَنِّنا ... لِجَلْداءَ أَو بنْتِ الكِنانيِّ فَدْفَدا

  فرد: الله تعالى وتقدس هو الفَرْدُ، وقد تَفَرَّدَ بالأَمر دون خلقه.

  الليث: والفَرْد في صفات الله تعالى هو الواحد الأَحد الذي لا نظير له ولا مثل ولا ثاني.

  قال الأَزهري: ولم أَجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنَّة، قال: ولا يوصف الله تعالى إِلا بما وصف به نفسه أَو وصفه به النبي، ، قال: ولا أَدري من أَين جاء به الليث.

  والفرد: الوتر، والجمع أَفراد وفُرادَى، على غير قياس، كأَنه جمع فَرْدانَ.

  ابن سيده: الفَرْدُ نصف الزَّوْج، والفرد: المَنْحَرُ⁣(⁣١) والجمع فِرادٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  تَخَطُّفَ الصَّقْرِ فِرادَ السِّرْبِ

  والفرد أَيضاً: الذي لا نظير له، والجمع أَفراد.

  يقال: شيء فَرْدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفُرُدٌ وفارِدٌ.

  والمُفْرَدُ: ثورُ الوَحْشِ؛ وفي قصيدة كعب:

  تَرْمِي الغُيوبَ بَعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهِقٍ

  المفرد: ثور الوحش شبَّه به الناقة.

  وثور فُرُدٌ وفارِدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفَرِيد، كله بمعنى مُنْفَرِدٍ.

  وسِدْرَةٌ فارِدَةٌ: انفردت عن سائر السِّدْر.

  وفي الحديث: لا تُعَدُّ فارِدَتُكُم؛ يعني الزائدة على الفريضة أَي لا تضم إِلى غيرها فتعد معها وتُحْسَب.

  وفي حديث أَبي بكر: فمنكم المُزْدَلِفُ صاحِب العِمامة الفَرْدَة؛ إِنما قيل له ذلك لأَنه كان إِذا ركب لم يَعْتَمّ معه غيرُه إِجلالاً له.

  وفي الحديث: جاءه رجل يشكو رجلاً من الأَنصار شَجَّه فقال:

  يا خَيْرَ مَنْ يَمْشي بِنَعْلٍ فَرْدِ ... أَوْهَبَه لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ⁣(⁣٢)

  أَراد النعل التي هي طاق واحد ولم تُخْصَفْ طاقاً على طاق ولم تُطارَقْ، وهم يمدحون برقَّة النعال، وإِنما يلبسها ملوكهم وساداتهم؛ أَراد: يا خير الأَكابر من العرب لأَنَّ لبس النَّعال لهم دون العجم.

  وشجرة فارِدٌ وفَارِدَةٌ: متَنَحِّية؛ قال المسيب بن علس:

  في ظِلِّ فاردَةٍ منَ السِّدْرِ

  وظبية فاردٌ: منفردة انقطعت عن القطيع.

  قوله: لا بَغُلَّ فارِدَتكم؛ فسره ثعلب فقال: معناه من انفرد منكم مثل واحد أَو اثنين فأَصاب غنيمة فليردَّها على الجماعة ولا يَغُلَّها أَي لا يأْخذها وحده.

  وناقة فارِدَةٌ ومِفْرادٌ: تَنْفَرِدُ في المراعي، والذكر فاردٌ لا غير.

  وأَفرادُ النجوم: الدَّرارِيُّ التي تطلع في آفاق السماء، سميت بذلك لَتَنَحِّيها وانفرادها من سائر النجوم.

  والفَرُودُ من الإِبل: المتنحية في المرعى والمشرب؛ وفَرَدَ بالأَمر يَفْرُد وتَفَرَّدَ وانْفَرَدَ واسْتَفْرَدَ؛ قال ابن سيده: وأُرَى اللحياني حكى فَرِدَ وفَرُدَ واسْتَفْرَدَ فلاناً: انَفَردَ به.

  أَبو زيد: فَرَدْتُ بهذا الأَمرِ أَفْرُدُ به فُروُداً إِذا انفَرَدْتَ به.

  ويقال: اسْتَفْرَدْتُ الشيء إِذا أَخذته فَرْداً لا ثاني له ولا مِثْلَ؛ قال الطرماح يذكر قِدْحاً من قِداحِ الميسر:

  إِذا انْتَخَت بالشَّمال بارِحةً ... حال بَريحاً واسْتَفْرَدَتْه يَدُه


(١) قوله [المنحر] كذا بالأَصل وكتب بهامشه السيد مرتضى صوابه المتحد وفي القاموس الفرد المتحد.

(٢) قوله [وأهبه] كذا بألف قبل الواو هنا وفي النهاية أيضاً في مادة ن ه د وسيأتي للمؤلف فيها وهبه.