لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 337 - الجزء 3

  وأَفْصَدَ الشجرُ وانفَصَدَ: انشقت عُيون ورقه وبَدَتْ أَطرافُه.

  والمُنْفَصِدُ: السائل وكذلك المُتَفَصِّدُ.

  يقال: تَفَصَّدَ جبينُه عَرَقاً، إِنما يريدون تَفَصَّد عَرَقُ جبينِه، وكذلك هذا الضرب من التمييز إِنما هو في نية الفاعل.

  وانفَصَدَ الشيءُ وتَفصَّدَ: سالَ.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، كان إِذا نزل عليه الوحيُ تَفَصَّدَ عَرَقاً.

  يقال: هو يتفصد عرقاً ويَتَبَضَّعُ عرقاً أَي يسيلُ عرقاً.

  معناه أَي سالَ عَرَقُه تشبيهاً في كثرته بالفِصاد، وعَرَقاً منصوب على التمييز.

  وقال ابن شميل: رأَيت في الأَرض تفصيداً من السيل أَي تَشَقُّقاً وتَخَدُّداً.

  وقال أَبو الدُّقَيْشِ: التفصيدُ أَن يُنْقَع بشيءٍ من ماءٍ قليل.

  ويقال: فصَد له عطاءً أَي قَطع له وأَمضاه يَفْصِدُه فَصْداً.

  فقد: فَقَدَ الشيءَ يَفْقِدُه فَقْداً وفِقْداناً وفقُوداً، فهو مَفْقُودٌ وفَقِيدٌ: عَدِمَه؛ وأَفْقَدَه الله إِياه.

  والفاقِدُ من النساءِ: التي يموتُ زَوْجُها أَو ولدُها أَو حميمها.

  أَبو عبيد: امرأَة فاقِدٌ وهي الثكول؛ وأَنشد الليث:

  كأَنَّها فاقِدٌ شَمْطاءُ مُعْوِلَةٌ ... ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَناكِيدُ

  وقال اللحياني: هي التي تتزوج بعدما كان لها زوج فمات.

  قال: والعرب تقول: لا تَتَزَوَّجَنَّ فاقِداً وتزوج مطلقة.

  وظَبْيَةٌ فاقِدٌ وبقرةٌ فاقِدٌ: شبع ولدها؛ وكذلك حَمامَة فاقِدٌ؛ وأَنشد الفارسي:

  إِذا فاقِدٌ، خَطْباءُ، فَرْخَينِ رَجَّعَتْ ... ذَكَرْتُ سُلَيْمَى في الخَلِيطِ المُبايِن

  قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه بتقديم خَطْباءُ على فَرْخَينِ مُقَوِّياً بذلك أَن اسم الفاعل إِذا وُصِفَ قَرُب من الاسم، وفارق شبَه الفعل.

  والتفقُّدُ: تَطَلُّبُ ما غاب من الشيء.

  وروي عن أَبي الدرداء أَنه قال: من يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ، ومن لا يُعِدَّ الصَّبْرَ لفواجِعِ الأُمور يَعْجِزْ؛ فالتَّفقُّدُ: تَطَلُّب ما فَقَدْتَه، ومعنى قول أَبي الدرداء أَن من تَفَقَّدَ الخيرَ وطلبه في الناس فَقَدَه ولم يَجِدْه، وذلك أَنه رأَى الخير في النادر من الناس ولم يجده فاشياً موجوداً.

  غيره: أَي من يَتَفَقَّدْ أَحوالَ الناس ويَتَعَرَّفْها فإِنه لا يجد ما يُرضِيه.

  وافتَقَدَ الشيءَ: طَلبه؛ قال:

  فلا أُخْتٌ فَتَبْكِيه ... ولا أُمٌّ فَتَفْتَقِده

  وكذلك تَفَقَّدَه.

  وفي التنزيل: فتَفَقَّدَ الطيرَ فقال ما ليَ لا أَرى الهُدْهُدَ؛ وكذلك الافتقادُ؛ وقيل: تَفَقَّدْتُه أَي طَلَبْتُه عند غيبته.

  وتفاقَدَ القومُ أَي فَقَدَ بعضُهم بعضاً؛ وقال ابن ميادة:

  تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبيعونَ مُهْجَتي ... بِجارِيةٍ، بَهْراً لَهُمْ بعدَها بَهْرا

  بَهْراً قيل فيه: تَبّاً، وقيل: خيبة، وقيل: تَعْساً لهم، وقيل: أَصابهم شَرٌّ.

  وفي حديث عائشة، ^: افتقَدْتُ رسولَ الله، ، ليلة أَي لم أَجِدْه؛ هو افتَعَلْتُ من فَقَدْتُ الشيءَ أَفقِدُه إِذا غاب عنك.

  وفي حديث الحسن: أُغَيْلِمَةٌ حَيارَى تفاقَدُوا؛ يَدْعُو عليهم بالموت وأَن يَفْقِدَ بعضُهم بعضاً.

  ويقال: أَفقدَه الله كلَّ حميمٍ.

  ويقال: مات فلانٌ غيرَ فَقِيدٍ ولا حَمِيدٍ أَي غيرَ مُكْتَرَثٍ لِفِقدانِه.

  والفَقَد: شرابٌ يُتَّخَذُ من الزبيب والعسل.

  ويقال: إِن العسل ينبذ ثم يلقى فيه الفَقَد فيُشَدِّدُه؛ قال: