لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 383 - الجزء 3

  بعَسَى؛ قال رؤبة:

  قد كادَ من طُولِ البِلَى أَنْ يَمْصَحا

  وقولهم: عرف فلان ما يُكادُ منه أَي ما يرادُ منه.

  وحكى أَبو الخطاب: أَنَّ ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيد يَفْعل كذا وما زِيلَ يفعل كذا؛ يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف كما نقلوا في فَعِلْت.

  ابن بُزُرج: يقال كم كاد يكاد: هما يَتَكايدان، وأَصحاب النحو يقولون: يَتَكاوَدَان وهو خطأٌ.

  والكَوْد: كلُّ⁣(⁣١) ما جَمَعْتَه وجعلته كُثَباً من طعام وترابٍ ونحوه، والجمع أَكوادٌ.

  وكوَّدَ الترابَ: جَمَعَه وجعله كُثْبَةً، يمانيةٌ.

  وكُوَادٌ وكوَيْدٌ: اسمان.

  كيد: كاد يَفْعَل كذا كَيْداً: قارَب.

  قال ابن سيده: قال سيبويه: لم يستعملوا الاسم والمصدر اللذين في موضعهما يفعل في كاد وعَسَى، يعني أَنهم لا يقولون كادَ فاعِلاً أَو فعْلاً فترك هذا من كلامهم للاستغناء بالشيء عن الشيء، وربما خرج في كلامهم؛ قال تأَبَّط شرًّا.

  فأُبْتُ إِلى فَهْمٍ وما كِدْتُ آئباً ... وكم مِثلِها فارَقْتُها، وهْيَ تَصْفرُ

  قال: هكذا صحة هذا البيت، وكذلك هو في شعره، فأَما رواية من لا يضبطه وما كنت آئباً ولم أَكُ آئباً فلبعده عن ضبطه؛ قال: قال ذلك ابن جني، قال: ويؤكد ما رويناه نحن مع وجوده في الديوان أَن المعنى عليه أَلا ترى أَن معناه فأُبْتُ وما كِدْتُ أَؤُوبُ؛ فأَما كنتُ فلا وجه لها في هذا الموضع، ولا أَفعلُ ذلك ولا كيداً ولا هَمّاً.

  قال ابن سيده: وحكى سيبويه أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زَيدٌ يفعل كذا؛ وقال أَبو الخطاب: وما زِيل يفعل كذا؛ يريدون كادَ وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِلَ كما نقلوا في فعِلْت؛ وقد روي بيتُ أَبي خِراش:

  وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي ... وكِيدَ خِراشٌ يومَ ذلك يَيْتَم

  قال سيبويه: وقد قالوا كُدْتُ تَكادُ فاعتلت من فَعُلَ يفْعَل، كما اعتلت تموت عن فَعِلَ يَفْعُلُ، ولم يجئ تموت على ما كَثُرَ في فَعِلَ.

  قال: وقوله ø: أَكاد أَخفيها؛ قال الأَحفَش: معناه أُخفيها.

  الليث: الكَيْدُ من المَكِيدَة، وقد كاده مَكِيدةً.

  والكَيْدُ: الخُبِثُ والمَكْرُ؛ كاده يَكمِيدُه كَيْداً ومَكِيدَةً، وكذلك المكايَدةُ.

  وكلُّ شيء تعالجُه، فأَنت تَكِيدُه.

  وفي حديث عمرو بن العاص: ما قولك في عُقُولٍ كادها خالقها؟ وفي رواية: تلك عقولٌ كادها بارِئُها أَي أَرادها بسوء.

  يقال: كِدْتُ الرجلَ أَكِيدُه.

  والكَيْدُ: الاحتيالُ والاجتهاد، وبه سميت الحرب كيداً.

  وهو يَكِيدُ بنفسه كيداً: يجود بها ويسوق سِياقاً.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، دخل على سعد بن معاذ وهو يَكِيدِ بنفسه فقال: حزاك الله من سيِّدِ قومٍ فقد صَدقْتَ الله ما وعَدْتَه وهو صادقُك ما وعَدَك؛ يكيدُ بنفسه: يريد النَّزْعَ.

  والكَيْدُ: السَّوْقُ.

  وفي حديث عمر، ¥: تخرج المرأَة إِلى أَبيها يَكِيدُ بنفسه أَي عندَ نزع روحِه وموتِه.

  الفراء: العرب تقول: ما كِدْت أَبْلُغُ إِليك وأَنت قد بلَغت؛ قال: وهذا هو وجه العربية؛ ومن العرب من يدخل كاد ويكاد في اليقين وهو بمنزلة الظن أَصله الشك ثم يُجْعلُ يقيناً.

  وقال الأَخفش في قوله تعالى: لم يكد يراها؛ حمل على المعنى


(١) قوله [والكود كل الخ] في القاموس والكودة ما جمعت من تراب ونحوه.