لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 411 - الجزء 3

  تعالى: فلأَنفسهم يَمْهَدُون؛ أَي يُوَطِّئُون؛ قال أَبو النجم:

  وامْتَهَدَ الغارِب فِعْلُ الدُّمَّلِ

  والمَهْد: مَهْدُ الصبيّ.

  ومَهْدُ الصبي: موضعه الذي يُهَيّأُ له ويُوَطَّأُ لينام فيه.

  وفي التنزيل: من كان في المَهْد صبيّاً؛ والجمع مُهُود.

  وسَهْدٌ مَهْدٌ: حسَن، إِتباع.

  وتَمْهِيدُ الأُمُورِ: تسويتها وإِصلاحها.

  وتَمْهِيدُ العُذْر: قَبُوله وبَسْطُه.

  وامْتِهاد السَّنامِ: انبساطه وارتفاعه.

  والتمَهُّدُ: التَّمَكُّن.

  أَبو زيد: يقال ما امْتَهَدَ فلان عندي يَداً إِذا لم يُولِكَ نِعْمة ولا معروفاً.

  وروى ابن هانئ عنه: يقال ما امْتَهَدَ فلان عندي مَهْد ذاك، بفتح الميم وسكون الهاء، يقولها يطلب إِليه المَعْروف بلا يَدٍ سَلَفَتْ منه إِليه، ويقولها أَيضاً للمسِيءِ إِليه حين يطلب معروفه أَو يطلب له إِليه.

  والمَهِيدُ: الزُّبْدُ الخالص، وقيل: هي أَزْكاه عند الإِذابة وأَقله لبناً.

  والمُهْدُ: النَّشْزُ من الأَرض؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

  إِنَّ أَباكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ ... إِنْ أَنْتَ كَثَّرْتَ قُتورَ المُهْدِ

  النضر: المُهْدةُ من الأَرض ما انخفض في سُهُولةٍ واسْتِواء.

  ومَهْدَد: اسم امرأَة، قال ابن سيده: وإِنما قضيت على ميم مَهْدد أَنها أَصل لأَنها لو كانت زائدة لم تكن الكلمة مفكوكة وكانت مدغمة كمَسَدٍّ ومَرَدٍّ، وهو فَعْلَلٌ؛ قال سيبويه: الميم من نفس الكلمة ولو كانت زائدة لأُدغم الحرف مثل مَفَرّ ومَرَدّ فثبت أَن الدال ملحقة والملحق لا يدغم.

  ميد: ماد الشيء يَميد: زاغ وزكا؛ ومِدْتُه وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه.

  وامْتَادَه: طلب أَن يَمِيدَه.

  ومادَ أَهْلَه إذا غارَهم ومارَهم.

  ومادَ إِذا تَجِرَ، ومادَ: أَفْضَلَ.

  والمائِدةُ: الطعام نَفْسُه وإِن لم يكن هناك خِوانٌ؛ مشتق من ذلك؛ وقيل: هي نفس الخِوان؛ قال الفارسي: لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام وإِلا فهي خِوان؛ قال أَبو عبيدة: وفي التنزيل العزيز: أَنْزِلْ علينا مائِدةً من السماء؛ المائِدةُ في المعنى مفعولة ولفظها فاعلة، وهي مثل عِيشةٍ راضيةٍ بمعنى مَرْضِيّةٍ، وقيل: إِن المائدةَ من العطاء.

  والمُمْتادُ: المطلوب منه العطاء مُفْتَعَلٌ؛ وأَنشد لرؤبة:

  تُهْدَى رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْداد ... إِلى أَمير المؤمنينَ المُمْتاد

  أَي المتفضل على الناس، وهو المُسْتَعْطَى المسؤولُ؛ ومنه المائدة، وهي خوان عليه طعام.

  ومادَ زيد عَمراً إِذا أَعطاه.

  وقال أَبو إِسحق: الأَصل عندي في مائدة أَنها فاعلة من مادَ يَمِيدُ إِذا تحرّك فكأَنها تَمِيدُ بما عليها أَي تتحرك؛ وقال أَبو عبيدة: سميت المائدة لأَنها مِيدَ بها صاحِبُها أَي أُعْطِيها وتُفُضِّل عليه بها.

  والعرب تقول: مادَني فلان يَمِيدُني إِذا أَحسن إِليّ؛ وقال الجرمي: يقال مائدةٌ ومَيْدةٌ؛ وأَنشد:

  ومَيْدة كَثِيرة الأَلْوانِ ... تُصْنَعُ للإِخْوانِ والجِيرانِ

  ومادهُمْ يَمِيدُهُم إِذا زادَهم⁣(⁣١) وإِنما سميت المائدةُ مائدة لأَنه يزاد عليها.

  والمائدةُ: الدائرةُ من الأَرض.

  ومادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً: تحرّك ومال.

  وفي الحديث: لما خلق اللَّه الأَرضَ جعلتْ تمِيدُ فَأَرْساها بالجبال.

  وفي حديث ابن عباس: فدَحَا اللَّه الأَرضَ من تحتها


(١) قوله [إذا زادهم] في القاموس زارهم.